رئيس التحرير
عصام كامل

«فؤاد» أعاد الحياة للسطح الباهت تنفيذًًا لوصية جده (فيديو وصور)

فيتو

"وصية جدى كان لها مفعول السحر، لما قالي رسمك حلو أظهره للواقع مش على الورق، وارسم السطوح وغير شكله وبكده تتعلم وتطور من نفسك أكتر"، بهذه الكلمات بدأ "فؤاد" حديثه ليوضح أسباب عودته للرسم، واتخاذ سطح منزله مرسمًا خاصًا له بعدما قرر الابتعاد عن الرسم بسبب الدراسة.


فؤاد زويد، طالب بالصف الثالث الثانوي، يعشق الرسم منذ طفولته واستطاع أن ينمي موهبته التي ورثها من ابن عمه "موكا" والذي كان معلمه الوحيد للرسم عن طريق متابعة رسوماته، ومحاولة تقليدها مرة تلو الأخرى إلى أن وصل لمستوى الاحترافية في "رسم الجرافيتي".

دراسته بالصف الثانوي جعلته يقرر التوقف عن الرسم لفترة مؤقتة بسبب الدروس والمذاكرة محاولًا الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن وصية جده الذي توفاه الله منذ أشهر قليلة جعلته يقرر العوده للرسم، و أن يكرس وقتًا من المذاكرة للرسم.

رسم السطح
اختار السطح مرسمه الخاص تنفيذًا لوصية جده وتخليدا لذكراه، ولأنه يفضل الهدوء وتطوير نفسه وتحويل جدران السطح من مكان باهت إلى رسومات تستمتع بها كل عين تراها، وبدأ برسومات عبارة عن بورتريهات لفنانين أجانب وأيضًا بورتريه لمحمد صلاح لاعب المنتخب.

لم يمارس "فؤاد" الرسم كهواية فقط لكنه اتخذه عملًا خاصا به منذ أكثر من عامين ليعتمد على نفسه رغم صغر سنه، مشيرًا إلى أنه يشارك في رسم عدد من المؤسسات الخيرية دون الحصول على مقابل مادي كنوع من المساعدة.

لم ينس "فؤاد" دور معلم الفيزياء الخاص به والذي نظم جروب على "فيس بوك" مطالبا فيه كل من يمتلك موهبة ينشرها على هذا الجروب كل يوم خميس؛ ليحقق للطلبة جزءا بسيطا من أحلامهم وتكوين صداقة معهم وتشجيعهم على المذاكرة.

ونيسه في الرسم
"قطتي دايمًا معايا على السطوح وأنا برسم، بتحب تلعب بالألوان وتجري ورايا، بتشجعني على الرسم أكتر وبتكسر الملل في أغلب الأوقات، بس مؤخرا مبطلعهاش كتير عشان كان في واحدة تانية وقعت من على السطوح وماتت" بنبرات حزينة يروي "فؤاد" قصته مع الحيوانات الأليفة، كونه ولدًا وحيدا ليس له أشقاء اتخذها ونيسا للعيش معه وتسليته.

غلاء المعيشة
تحدي "فؤاد" غلاء الأسعار وضيق المعيشة وأصر على أن يخرج أفضل الرسومات بأقل الخامات وأرخصها، فالعزيمة والإصرار هما سببا نجاحه.

الفاضي يعمل قاضي، بهذا المعني عبر "فؤاد" عن كل من يحاول إحباطه قبل إنهاء رسوماته معلقين" أنتا بوظت الرسمة" مؤكدًا أن كلماتهم تتغير بعد إنهائه للرسم وتتحول إلى كلمات شكر وتشجيع.

"فرحت جدًا لما رفعت صور رسومات على جروب مواهب وجابت آلاف من المتابعين على حسابي الخاص؛ لمتابعة رسوماتي" بعد هذه الكلمات أكد "فؤاد" على رغبته في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة محاولًا التنسيق بين وقت المذاكرة والرسم على سطح المنزل وعمله، وأنه سيستمر في عمله في حالة التحاقه بكلية أخرى.
الجريدة الرسمية