رئيس التحرير
عصام كامل

«إيران في حضرة تركيا».. لماذا يؤيد أردوغان «حليف الأسد»؟

فيتو

شتان بين هذا وذاك، فموقف تركيا من الثورة السورية مختلف تماما عن الانتفاضة في إيران، رغم أن الاثنتين قامتا لنفس الأسباب تقريبا، وهو القمع وانتشار المحسوبية وصعوبة الظروف الاقتصادية، إلا أن الموقف التركي مختلف تجاه الثورتين، فبينما دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النظام الإيراني ضد الاحتجاجات التي قامت ضده، وقف ضد الرئيس السوري بشار الأسد معارضة النظام.


كانت علاقات تركيا مع النظام السوري، من أقوى العلاقات السياسية والاقتصادية قبل الثورة، وتبنت حينها تركيا نظرية أوغلو في تصفير المشكلات مع المحيط الإقليمي ومع العالم، ولكنها بدأت تتغير بعد قيام الثورة السورية.

ومرت السياسة التركية بمواقف عدة تجاه الثورة السورية عارضت النظام ضد ما يقوم به من قتل للمعارضين له ووصفه بالإرهابي والقاتل ودعا العالم للتدخل من أجل إنقاذ السوريين.

وجاء الموقف التركي من الاحتجاجات التي تشهدها إيران فاترًا، خلافًا للاندفاع التركي في تأييد موجات ما عرف بـ«الربيع العربي»، فبعد نحو أسبوع على انطلاق الاحتجاجات في إيران، أبدت الخارجية التركية "قلقا" من الأنباء حول تمدد التظاهرات ووقوع عشرات القتلى، داعية إلى «تغليب المنطق لمنع أي تصعيد»، كما أعلنت أنها «تعلق أهمية كبرى على الحفاظ على السلم والاستقرار في إيران الصديقة والشقيقة».

ملجأ للاجئين
ولم تكتفِ تركيا بدعم المعارضة السورية بل تحولت من خطا لعبور الأسلحة والمجموعات الجهادية للحدود السورية إلى دولة تستضيف المعارضة بمختلف أشكالها، مع محاولة تسييد الإخوان على المعارضة، وأعطتهم تركيا حرية الحركة والتنقل والاجتماع حيث انطلقوا في مشاورات للعمل على إسقاط النظام.

تحالفات ضد النظام
وحاولت تركيا مع قطر ومع فرنسا، تشكيل حلف دولي ضد النظام السوري، ولكنها كانت دائما تواجه موقفا أمريكيا رافضا لكل ذلك، ويضع حل المسألة السورية عبر الحوار مع الروس بالتحديد، وهو ما دفعها إلى التخفيف من لهجتها، مع الاستمرار بتقديم كل أنواع التسهيلات السياسية وكمنطقة عبور لصالح الإخوان بالتحديد، والأخطر هو سماحها للجماعات الجهادية بالتدفق إلى سوريا.

لعب ضد إيران
وحذرت أنقرة من تدخلات خارجية بهدف زعزعة الاستقرار في إيران، وكشفت مخاوف جدية لديها من تطور الأمور نحو سيناريو المواجهات العنيفة وسفك الدماء، ما قد يتسبب في إشعال مزيد من الحرائق في الإقليم، وأدانت تصريحات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" حول دعم المظاهرات والتنديد بالقمع والعنف الذي تشهده الاحتجاجات في إيران.

مخاوف تركيا
ويرى محللون أن الرئيس التركي يتخوف من تحول الوضع في إيران وسقوط الجماعات الموالية لها كما حدث في مصر وسوريا كما أن النظام الإيراني والتركي متورطان في دعم جماعات متشددة وميليشيات مختلفة في العراق وسوريا، ولا يريد أن يتم الكشف عن ذلك الدعم، فضلا عن مخاوف تتعلق بسعي الأكراد إلى الاستقلال، وغياب مناخ الحرية، وتجريم المعارضة واتهامها بالعمالة إلى الخارج.

كما لفتوا إلى أن خروج احتجاجات إيران من بعدها المطلب الاقتصادي إلى مطالب سياسية قد يغري الشارع التركي بانتفاضة واسعة على حكم العدالة والتنمية برئاسة أردوغان.
الجريدة الرسمية