لهذه الأسباب « البيتكوين» لا تضاهي العملات التقليدية ( تحليل )
عملة البيتكوين هي عملة افتراضية تواجه مخاطر قوية قد تهدد استمرارها على الساحة الاقتصادية العالمية، ومن أبرز المشكلات التي تحول دون استمرار " البيتكوين " عدم وجود سعر ثابت لها على عكس العملات الورقية المتداولة في بلدان العالم، والتي تدعمها البنوك المركزية على مستوى العالم.
القيمة الجوهرية
المجتمعات تتداول العملة الموحدة لتبادل احتياجاتهم التي لها قيمة جوهرية على سبيل المثال عندما تبيع شىء تمتلكه مثال ( تبيع سيارة ) فإما تحصل على شىء مقابلة، وهو ما يعرف بالتبادل ( منزل ) أو تحصل على عملة وهي التي من الممكن استخدامها لشراء مستلزماتك من بائع آخر.
البنوك المركزية
المتعارف عليه أن ما يدعم العملات التقليدية البنوك المركزية فعلى سبيل المثال، فإنها في حالة قيام البنك المركزي المصري بإلغاء الورقة النقدية فئة 200 جنيه أصبحت تلك الورقة بلا قيمة لها وكأنها ورقة موضوعة مع كوم من الأوراق التي ليس لها أي قيمة.
المال والبيتكوين
ويمكن التنويه هنا إلى أن الأفراد يتبادلون السلع مقابل المال أو العملة؛ لأنهم يضعون ثقتهم في البنك المركزى وتلك الثقة لها دور في جميع المعاملات لذلك فإنه إذا وثق الأفراد بعملة افتراضية مثل البيتكوين فإنه من المنتظر أن تكون عملة رئيسية مثل العملات المتداولة في جميع بلدان العالم لكن يبقى الخطر القوي لها وهو عدم ثبات سعرها وهو ما قد يؤدى إلى مشكلات قوية لها.
تعريف البتكوين
في جلسة نقاشية داخل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وتحت عنوان "النقود الرقمية الآثار الاقتصادية والمخاطر المحتملة" عرف محسن عادل نائب رئيس البورصة "بيتكوين" بأنها "عملة معماة ونظام دفع عالمي يمكن مقارنتها بالعملات الأخرى مثل الدولار أو اليورو، لكن مع عدة فوارق أساسية، أبرزها أن هذه العملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط.
وأضاف أنها أول عملة رقمية لا مركزية؛ فهي نظام يعمل دون مستودع مركزي أو مدير واحد، أي إنها تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها.
كيفية الأداء
يشير "عادل" إلى أن المعاملات تتم بشبكة "الند للند" بين المستخدمين مباشرة دون وسيط باستخدام التشفير، ويتم التحقق من هذه المعاملات عبر الشبكة وتسجيلها في دفتر حسابات موزع وعام يسمى سلسلة الكتل، واخترع البيتكوين شخص غير معروف عرف باسم ساتوشي ناكاموتو، وأُصدِر كبرنامج مفتوح المصدر في عام 2009.
ويتم إنشاء البيتكوين كمكافأة لعملية تعرف باسم التعدين، ويمكن استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى.
فقاعة كبيرة
يقول نائب رئيس البورصة المصرية: إن عملة البيتكوين مثل الفقاعة الكبيرة، لكن يجب على البنوك المركزية والمؤسسات المالية على مستوى العالم أن يضعوها في الاعتبار خاصة في ظل المتغيرات الحاصلة وثورة التكنولوجيا الكبيرة، منوها بأن هناك سلبيات كبيرة تواجه عملة البيتكوين وهي عدم وجود هُوية من ابتكرها مما يثير الشكوك رغم وجود أشخاص أدعوا أنهم من قاموا بها.
تاريخ سري
واعتبارا من فبراير 2015، اعتمد أكثر من 100 ألف تاجر وبائع البيتكوين كعملة للدفع، وتشير تقديرات بحوث جامعة كامبريدج إلى أن عام 2017، شهد وجود ما بين 2.9 إلى 5.8 ملايين مستخدم يستعمل محفظة لعملة رقمية، ومعظمهم يستخدمون البيتكوين.
مخاطر عالية
"خلود حسن" محلل إستراتيجي بوحدة غسل الأموال وتهريب السلاح، قالت: إن البيتكوين يحمل مخاطر عالية ولعل أهمها تسهيل عمليات غسل الأموال بسرية المعاملات، فمن الممكن أن تسهل عمل تجار الأسلحة والممنوعات، والقيام بعمليات غسيل الأموال.
عملات أخرى
عملة البيتكوين ليست هي المسيطرة على ساحة العملات المشفرة لكن ظهرت عملة أخرى، وهي الأثيريوم التي انتشرت بقوة في الفترة الأخيرة وحققت شهرة عريضة، وهي عبارة عن عملة مشفرة تتمتع بمميزات إضافية وتوفر تطبيقات عديدة أخرى، حيث تتميز بالعقود الذكية التي تستخدم محفظة التطبيقات المخزنة للتفاوض وتسهيل العقد والفائدة من هذه العقود هو أن محفظة "بلوك تشين" blockchain توفر وسيلة لا مركزية للتحقق منها وإنفاذها.
مستقبل مختلف
وهناك أكثر من سيناريو مختلف لمستقبل سوق العملات بشكل جماعي، حيث لا يمكن إغفال دور العملات الرقمية فمن غير المنطقي أن تستحوذ العملات الرقمية على السوق ككل فطالما أن هناك بنوك مركزية فإنها ستحافظ على عملاتها الخاصة، ومن غير المعقول أيضا إقصاء العملات الرقمية؛ لأن العديد من المؤسسات المالية الرئيسية بدأت بشكل تدريجي في إدراك الأمر.
قفزات متتالية
وقفزت قيمة العملة الافتراضية البيتكوين إلى أعلى سعر متجاوزة 14 ألف دولار خلال 24 ساعة فقط، كسرت حاجز الـ12 ألف دولار للمرة الأولى في تاريخها منذ 9 سنوات، متجهة نحو 13 ألف دولار، رغم المخاوف الأمنية والخصوصية بشأنها، لكن تبين بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل، أن مجموعة قراصنة سرقوا نحو 62 مليون دولار من قيمة العملة الرقمية، حيث تسبب بلوغ العملة إلى 12 ألف دولار، في قفز القيمة إلى مستوى قياسي بلغ 14 ألف دولار أمريكي.
أموال المودعين
في الوقت الذي تقوم به مجموعات الهاكرز باختراق البنوك التجارية وسرقة أموال المودعين ترتفع البيتكوين إلى 40 ألف دولار، كما تبدأ بعض الدول قبول الأموال الرقمية كوسيلة رسمية للتداول مما يصل بسعر البيتكوين إلى 100 ألف دولار و2021 ويظل يرتفع مع تفكك البنوك إلى أن يسجل مليون دولار في 2028.