عم «صلاح» وتكريم «إبراهيم نافع»
كثيرة هي تلك الفرص التي تصنع الأحداث، وربما ليست مصادفة أن يتم تكريم (عم صلاح) هذا الرجل المصري البسيط الذي انقض على الإرهابي منفذ عملية الاعتداء على كنيسة مارمينا بحلوان، فالرجل وبحسب أقواله فعل ما يمليه عليه ضميره الوطني والإنساني، فهو كمواطن مصري يعرف مثل الآلاف غيره ما يحاك للوطن من مكائد ومؤامرات، وكإنسان عادي فقد تربي على نبذ العنف والإرهاب، ويعيش في هذه الحياة مسالما حتى إنه لم يعرف شكل السلاح إلا من خلال خدمته في الجيش، وهي واجب وطني على كل من تربى في هذا الوطن ويحمل جنسيته، كما أن الرجل وبحسبما قيل ويقال، فإنه أحد الساعين إلى الإصلاح بين الناس، ومن ثم فإنه يكره العنف والخصام، ومن ثم كان ارتماؤه على الإرهابي وشل حركاته نابعا من فطرة عفوية لم تفكر وتخطط للأمر، بل إنه فعل ما يمليه عليه ضميره وواجبه كإنسان.
المهم أن نفس الصدفة أيضا هي من أخرجت للرجل دفاتره القديمة ولا ندري لماذا هذا الظهور في هذا الوقت تحديدا؟ ربما كيدا للرجل وتصيدا للأخطاء، وربما حنقا وغيظا من هؤلاء الذين لا يرون في المصريين إلا أصحاب سوابق، ومتهمين سواء بالحق والباطل، وحسنا فعل الرجل عندما راح يردد إن ما فعله لم يرد من ورائه إلا حماية الآخرين وأجره على الله أما هؤلاء الحاقدون والناقمون فلهم الله.
نفس هذه الصدف حدثت مع الكاتب الكبير الراحل إبراهيم نافع رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق الذي حامت حوله العديد من الشبهات وخصوصا شبهات الفساد وأبعد الرجل عن منصبه، كما أبعد عن وطنه ليموت غريبا خارج وطنه في الإمارات، لكن إرادة الله أبت إلا أن يتم تكريم هذا الرجل في بلده خصوصا وأنه صاحب أياد بيضاء على الكثيرين ممن فتح أمامهم مجالات العمل سواء في الأهرام أو إصداراتها المتعددة وهو الأمر الذي جعل جنازته تمتلئ بالكثيرين من زملائه وأساتذته وطلابه، وصدق الشاعر العربي حينما قال:
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود.