رئيس التحرير
عصام كامل

«سكيدرو».. الوجه القبيح لأمريكا.. قبلة المشردين في الولايات المتحدة.. والهروب من غلاء الأسعار أبرز الأسباب.. السرقة والنهب عنوان المدينة الأمريكية.. والنساء أبرز المتضررين من حياة العصابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم الصورة الذهنية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لرسمها في أذهان الرأي العام عالميًا عن حياة الرغد التي يعيشها الشعب الأمريكي، فإن هناك حياة أخرى كلها بؤس ومعاناة يعيشها كثير من سكان المدن الأمريكية، ومن بينها مدينة لوس أنجلوس التي تعتبر عاصمة المال والترفيه في بلاد العم سام.


«لم أعد أريدك زوجة لي بعد الآن».. كلمات لم تتخيل «فيليسيا رودرجز» أن تكون بداية لحياة مجهولة قادمة دفعتها للعيش كواحدة من بين 20 ألف شخص لا يجدون مأوى لهم داخل عاصمة الترفيه الأمريكية "لوس أنجلوس".

المرأة السمراء ذات الشعر القصير، ارتسمت ضحكة مستهزئة من حالها على شفاهها قبل أن تبدأ في رواية حكايتها لإحدى المدونات الأمريكية قائلة: "كانت المرة الأولى التي أصابها خلالها بالاكتئاب الحاد، فقد قال إنه لم يعد يريدني كزوجة له بعد الآن، وكنت قد تعبت من لعب دور الزوجة، فعندما تحارب وتقاوم للحفاظ على علاقة ما، بينما لا يريد الطرف الآخر الاستمرار يصبح الأمر صعبا للغاية".

سكيد رو
«فيليسيا» التي تعيش حاليا داخل سيارتها في منطقة «سكيد رو» التي تعد عاصمة المشردين، حيث يعيش عشرات الآلاف بالشوارع مفترشين الأرصفة بخيامهم من بينهم نساء وأطفال، حتى بعض سكان الطبقة المتوسطة اتخذوا من سيارتهم منزلا نظرا لغلاء المعيشة بولاية كاليفورنيا، ولا يفكر القاطنون هناك سوى في الحصول على مكان للنوم وحمام نظيف، لكنهم لا يحصلون سوى على المزيد من الخوف والترقب لمستقبل منعدم الملامح.

تضيف: "لم أكن أريد أن يصبح الأمر أكثر صعوبة على أولادى بشعورهم بالتوتر أو رؤيتى مكتئبة غير سعيدة بجانب والدهم، لذلك قمت بالانتقال إلى ملجأ للنساء والأطفال بـ"سكيد رو" عقب الطلاق، وعشنا هناك لمدة ستة أشهر، ولكن مع كونى عاطلة اضطررت لترك الأطفال للعيش مع والدهم، وبعد أن حصلت على عمل لم أستطع دفع المال كإيجار للشقة، حيث كنت أكسب 12 دولارًا في الساعة، وتوالت سلسلة انتقالاتي من منازل الأصدقاء إلى الفنادق حتى قررت الإقامة في سيارتي، ولم أخبر أحدًا حتى لا يقلق أبى وأولادي على، ولحسن حظه حصلت على إذن بقاء سيارتي بموقف السيارات الخاص بالعمل، وأخيرًا لم أعد أخجل من إقامتي بها كما كنت في السابق".

نهب وسرقة
«سكيد رو» تعد منطقة سيئة السمعة، فهى لا تخلو من عمليات النهب والسرقة والاعتداءات، ففي جزء من المنطقة تشاهد تسعة مراحيض يتشارك فيها ألفا شخص في مشهد غير آدمي.

يصطف المشردون أسفل المظلات المصنوعة من الصفائح والمثبتة بجانب بعضها البعض في صفوف لا نهاية لها بنظراتهم الشاحبة وحالتهم الرثة، فيما يتعاطى البعض المخدرات أمام أعين دوريات الشرطة، ولعل شح المياه ونقص الحمامات وسوء المرافق الصحية، من أهم الأشياء التي يعانى منها المشردون، كما يعشقون المطر الذي يغسل الشوارع من قذارتها، ويمنحهم بعض الحياة.

يرى المشردون في "سكيد رو" موطنهم الذي يجب حمايته، حيث يمنعون المارة من التصوير باعتبارهم يمارسون حياتهم الشخصية، كما أن تعاطى المخدرات وممارسة النساء للدعارة ليلا تجعل التنقل في شوارع الحى ليلا غاية في الصعوبة، ويلجأ إليها البعض كمأوى في ظل غلاء أسعار العقارات، وينتقل إليها بعض المدمنين أملا في الحصول على بعض الدعم والمشورة من الجمعيات الخيرية وبعثات الكنائس.

"مارفا إريكسون" تعد واحدة من الطبقة الوسطى انتقلت للعيش في سيارتها منذ ثلاثة أشهر؛ بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار بكاليفورنيا، وتتنقل للاستحمام بإحدى جمعيات الإيواء وتبدل ملابسها في مستشفى قريب.

النساء الأكثر ضررًا
وتعد النساء أكثر تضررا للعيش في الشوارع، حيث هناك 30% من بين ألفى امرأة يعشن في الشارع بلا مأوى، وكشفت دراسة حديثة أن 68% من 371 امرأة أجري عليهن الاستطلاع، ناجيات من الاعتداء عليهن عندما كنّ أطفالا، ووجد الاستطلاع أن 40% منهن تعرضن لمضايقات بدنية وجنسية، 20% يتاجرن في الجنس مقابل المال، أو الشراب والمخدرات.
الجريدة الرسمية