تطبيع سعدالدين إبراهيم.. خيانة لإرادة الشعب !
"ليست هذه زيارتى الأولى لإسرائيل، ولكنى منذ عشرين عاما، أحرص على أن أزور إسرائيل مع طلاب من مصر للقاء زملاء لهم في إسرائيل، وهذه الزيارة الثالثة وأنا سعيد بها".. هذا ما صرح السيد سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية به إلى التليفزيون الصهيونى الرسمى وهو لايزال في الأرض المحتلة، ويحاضر بدعوة من الكيان الصهيونى منذ أيام، والحقيقة ماحدث ليس غريبا أو مستبعدا، فالتاريخ يؤكد أن هذا الأمريكى محسوب علينا كمصرى زورا وبهتانا، جاء هذا التصرف تحديا ليس لقانون، وإنما لإرادة شعبية هى الأقوى من أي قانون!
فمنذ مايقرب من أربعين عاما وهناك معاهدة سلام مع الكيان الصهيونى، ومع هذا لا يزال الشعب المصرى يرفض التطبيع مع هذا المحتل، الذي يمارس كل صنوف التهويد لفلسطين العربية، ويمارس كل صور الاغتصاب بمحاولاته تغيير جغرافيا وتاريخ القدس التي تعد لها قدسية لدى المسيحيين والمسلمين، وهى أرضنا العربية التي لن نفرط فيها مهما طال الزمن، وربما يندهش الصديق القارئ لو علم أن البعض النادر من المصريين الذين كانوا يعتبرون التعامل مع الكيان الصهيونى ليس أمرا مخلا بالوطنية أو القانون تراجع عددهم ربما حتى يكاد إلى الصفر، والمعروف أن النقابات قد اتخذت قرارا بمنع التطبيع مع الصهاينة تماما، وتجريم من يخترق هذه القرارات التي صدرت بموافقة الجمعيات العمومية لها.
هذا بشكل عام ولكن بشكل خاص تعالوا معا نشاهد خريطة الأحداث الأخيرة، وأيضا بما كتبناه الأسبوع الماضى على لسان السفير الأسبق حسين هريدى، أولا خرج يوسف زيدان بالتشكيك في بطولة الناصر صلاح الدين الأيوبى، وفى عروبة القدس، ووطنية وموقف أحمد عرابى التاريخى، في الوقت الذي رفض فيه يوسف زيدان المناظرة مع المتخصصين من أساتذة التاريخ، ويلى هذا مباشرة إعلان ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهو يخالف القانون الدولى وجميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكآن ما قام به يوسف زيدان هو مقدمة أو تمهيد لقرار الرئيس الأمريكى، ويأتى سفر سعد الدين إبراهيم إلى الكيان الصهيونى لاستكمال الدور العدائى تجاه الوطن..
ثانيا: مافعله سعد الدين إبراهيم وتصريحات يوسف زيدان السابقة لقرار ترامب يجعلنا نعيد ما كتبته الأسبوع الماضى: في الوقت الذي تحاك مؤامرات علينا ألم تدرك النخبة ماذا يدبر لنا مثل تهويد القدس وجعلها عاصمة للكيان الصهيونى؟! متى سندرك النخبة حجم الخطر الذي يحيط بنا؟! للأسف النخبة تؤكد قول السفير الأسبق حسين هريدى: استطاع أعداء مصر أن يخلقوا نخبة مصرية تتحدث وتنفذ ما يريدون!
وكآن النخبة بدلا من قيادة الشارع برؤية وطنية واضحة، فإنها سباقة في المواقف المخزية، فقد سبق هؤلاء الكاتب المسرحى الكبير على سالم بزيارة الكيان الصهيونى والدعوة إلى التطبيع، وسافر الأوبرالى د.أحمد الصعيدى، وقدم حفلات للصهاينة، وبرر سفره بأنه من أجل أكل العيش، وطبعت عمارة يعقوبيان بالعبرية باتفاق مع علاء الأسوانى الذي حاول في البداية التنصل، ولكن ثبت أنه تم بموافقته وحصوله على حقه من دار النشر الصهيونية، ومثلما أحيا ترامب بقراره القضية الفلسطينية وأشعل الصدور من جديد، يأتى سفر سعد الدين إبراهيم إلى الكيان الصهيونى ليعيد الصحوة الشعبية ضد التطبيع بشكل عام، ورفض تصرفاته هو والنماذج التي تسير في نفس الطريق الموصل إلى خيانة ثوابت وضعتها الإرادة الشعبية وهى الأقوى.. واتذكر كلمات الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب:
والباقى هو الشعب..هو الشعب
والبانى هو الشعب..هو الشعب
ولا في قوة ولا في صعب
يصدوا زحف الشعب..الشعب
مشوارنا الطويل يا بلدى.. مشوار الفدا
لو كان ألف ميل يا بلدى..ما خلاص ابتدى
والباقى هو الشعب..هو الشعب