رئيس التحرير
عصام كامل

الصدأ يلتهم أكثر من 50 سيارة إسعاف بالشرقية.. تكهين وهمي للسيارات.. الأهالي: هناك شبهة فساد في البيع.. مدير المرفق: «العامة للخدمات الحكومية» تشرف على العملية

فيتو

ما زال مسلسل الإهمال وإهدار المال العام تتواصل حلقاته في محافظة الشرقية، "فيتو" انتقلت إلى قرية ميت ردين، التابعة لمركز أبوحماد؛ لترصد حلقة جديدة من حلقات إهدار المال العام، في أحد قطاعات الدولة الحيوية، وهو قطاع الصحة.


وحدة صحية
ويقول إبراهيم الشافعي، أحد أهالي القرية؛ إن المستشفي الكائن بالقرية على مساحة 5 أفدنة تقريبا، تم إنشاؤها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالجهود الذاتية، وكانت مزودة بكافة الأجهزة الطبية، وكان يتم فيها إجراء جميع العمليات الجراحية المختلفة، مضيفا: في أواخر فترة حكم الرئيس السابق حسنى مبارك، توقف العمل بالمستشفي تدريجيا، والذي يضم نحو 30 موظفا، وأصبحت لا تؤدي الدور المنوط بها، كما كان يحدث في السابق، وتحولت إلى وحدة صحية.

واستطرد "الشافعي" في الكلام، قائلا: بدلا من أن يتم تطوير المجموعة الصحية التي كانت تخدم عددا من المحافظات في فترة الستينات، بالشكل الأمثل لخدمة القرية وتوابعها؛ "أبو شعبة والنافعات ومطاوع وخضرة وغيرها"، إلا أننا فوجئنا بهدم بعض الأبنية بها، حتى تحولت إلى مكان للأشباح ولا تعمل سوى ساعتين يوميا، علاوة على استغلال مساحات كبيرة منها في مخزن كهنة لسيارات الإسعاف.

تكهين 50 سيارة
وأضاف: مسئولو الصحة لم يكتفوا بتكهين نحو أكثر من 50 سيارة إسعاف بموقع الوحدة الصحية، حتى التهمها الصدأ، بل تورطوا في إهدار المال؛ حيث إن السيارات تم شراؤها بملايين الجنيهات، وبسبب إهمال صيانتها، تحولت إلى خردة، وتباع السيارة الواحدة برخص التراب- حسب وصفه- للمنتفعين من التجار أو رجال الأعمال، في غياب الرقابة، رغم أن السيارة قيمتها الأصلية 120 ألف جنيه.

وقاطعه في الحديث رضا السيد، موظف، قائلا: السيارات التي تباع بأرخص الأثمان، يقوم المنتفعون بإعادة تهيئتها وبيعها بأضعاف أضعاف ثمنها، مما يكبد الدولة خسائر فادحة، مطالبا بتشكيل لجنة فنية متخصصة محايدة للكشف عليها؛ للوقوف على مدى ملاءمتها، وعن حجم التقصير في صيانتها.

5 سيارات جديدة
فيما أشار أحد العاملين بمرفق إسعاف الشرقية، إلى أن اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية الحالي، دعم مرفق الإسعاف بالمحافظة بـ 5 سيارات جديدة منذ نحو 7 أشهر تقريبا، وحمل الدولة تكلفة هي في غنى عنها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد، والديون المتراكمة عليها، مضيفا: كان الأولى أن يتم صيانة وتطوير بعض السيارات التي تركها المسئولون، لكي يأكلها الصدأ والاستفادة من المبالغ المالية الكبيرة التي دفعت لشراء السيارات الحديثة لصالح تطوير المنظومة الصحية بالمستشفى أو لصالح المواطن الشرقاوي.

تكهين وهمي
وأكد موظف آخر رفض ذكر اسمه، أن هناك بعض السيارات يتم تكهينها في الدفاتر فقط، وهي في الأصل خالية تماما من العيوب، مشيرا إلى أن هناك أشخاص بأعينهم داخل قطاع الصحة، لهم مصالح في ذلك، كما أن صور إهدار المال العام تتجلى في إهمال أعمال صيانة المركبات، حتى أصبحت متهالكة، ولا تصلح للعمل فعليا، رغم أنه لم يمض على بعضها سوى سنوات قليلة فقط، قائلا: "حسبي الله ونعم الوكيل في كل مهمل وفاسد في البلد دي".

إسعاف الشرقية
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الشيخ مدير مرفق إسعاف الشرقية في تصريحات خاصة لـ«فيتو»: أن السيارات المتكهنة بموقع الوحدة الصحية بقرية ميت ردين خاصة بعدد من المحافظات، وليست الشرقية فقط، وأنها تباع حاليا عن طريق الهيئة العامة للخدمات الحكومية، من خلال مزاد وليس للمرفق أو أي جهة أخرى سلطة عليها.
الجريدة الرسمية