رئيس التحرير
عصام كامل

«الرئيس والمسيحيون».. 5 زيارات لـ«السيسي» إلى الكاتدرائية قبل قداس الميلاد بالعاصمة الجديدة...يؤكد أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني.. نتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس ال

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

سعى الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الماضية إلى خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط بمصر، وتفعيل حوار الأديان بين القاهرة والعالم، حيث جاءت زيارته لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية خمس مرات لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد، لتؤكد أهدافه بزيادة الترابط المجتمعي.


الكاتدرائية الجديدة
كما أوفى الرئيس السيسي بوعده الخاص ببناء الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، بالإضافة إلى بناء مسجد، حيث تؤدى صلاة قداس الميلاد مساء غد السبت، بكاتدرائية العاصمة الجديدة، حيث تعد رسالة إلى العالم بأن مصر تتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة.

5 مرات

وزار الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية خمس مرات، وتم استقبال الرئيس بحفاوة وترحيب كبيرين، حيث قام الرئيس السيسي بزيارة تاريخية لمقر الكنيسة الكاتدرائية بالعباسية لتهنئة الأقباط بأعياد الميلاد لأول مرة في السادس من يناير عام 2015، منذ أن زارها الرئيس جمال عبد الناصر.

الأولى
شارك الرئيس في قداس عيد الميلاد بكاتدرائية العباسية، وكانت بشكل مفاجئ فاضطر البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى قطع الصلاة للترحيب به، ولم تستغرق كلمة الرئيس دقائق معدودة، حرصا منه على عدم قطع الصلاة واستكمال قداس عيد الميلاد المجيد.

وحرص الرئيس خلال كلمته على تقديم التهئنة بمناسبة عيد الميلاد قائلا: "كان ضرورى أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين.. وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم".

وتابع الرئيس: "مصر على مدى آلاف السنين علمت الإنسانية والحضارة للعالم كله، والعالم منتظر برضه من مصر في الأيام اللى إحنا فيها والظروف اللى إحنا فيها والمهم جدا أن الدنيا تشوفنا كلنا، ولاحظوا إننى بقول دايما إحنا المصريين ومحدش يقول لحد غير كده، إحنا المصريين، إحنا نسطر للعالم معنى ونفتح طاقة نور حقيقية للعالم، ونحن قادرون لتعليم الحضارة والإنسانية وانطلاقها من مصر، ولازم نكون المصريين بس.. إيد واحدة.. وإن شاء الله هنبنى بلدنا مع بعض وهنحب بعض كويس وبجد عشان الناس تشوف، عام سعيد عليكم وعلى المصريين كلهم، وكل سنة وأنتم طيبين جميعا، كل سنة وأنتم طيبين يا قداسة البابا".

وقوبل حضور الرئيس بعاصفة من الترحيب والتأييد، حيث هتف المشاركون في القداس: "بنحبك يا سيسي، وإيد واحدة"، فرد عليهم الرئيس قائلا: "وأنا كمان بحبكم، وطبعا إيد واحدة".

الثانية
وجاءت الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى كاتدرائية الكرازة المرقسية في العباسية في السادس عشر من فبراير 2015 لتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس في ضحايا العملية الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش بحق 21 قبطيا مصريًا في ليبيا، ودعا الرئيس السيسي جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز الأحداث العصيبة.

وجاء أداء الرئيس لواجب العزاء في الضحايا الأبرياء بدافع وطني وكمواطن مصري في المقام الأول قبل كونه رئيسا للجمهورية ولكل المصريين، حيث حرص الرئيس على التوجه إلى مقر الكاتدرائية دون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية أو إعداد موكب رسمي.

ودعا الرئيس جموع المصريين إلى وحدة الصف الوطني والتكاتف لاجتياز هذه الأحداث العصيبة، مؤكدًا أن تعاضد المصريين مسلمين ومسيحيين هو السبيل الوحيد الذي يكفل سلامة الوطن ودحره للإرهاب، بل يضيف مزيدا من القوة والتلاحم للنسيج الوطني المصري.

الثالثة
وكانت المرة الثالثة التي يزور فيها الرئيس السيسي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في يناير 2016؛ للمشاركة في تقديم التهانى للبابا تواضروس وللأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

وتعهد الرئيس خلال كلمته في الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد ببناء وترميم الكنائس التي أحرقت وقال الرئيس السيسي، آنذاك: "تأخرنا عليكم في ترميم وإصلاح ما تم إحراقه وإن شاء الله يا قداسة البابا هانخلص كل شيء هذا العام، واسمحوا لى أن أقول لكم ياريت تقبلوا اعتذارنا في اللى حصل ده".

وتابع الرئيس: "العام القادم إن شاء الله مش هايكون فيه بيت من بيوتكم أو كنيسة إلا وستعود مرة أخرى، ولن ننسى لكم ولقداسة البابا مواقفكم الوطنية المشرفة والعظيمة خلال الفترة الماضية".

كما توجه بالشكر للحاضرين قائلًا: "كل سنة وأنتم طيبين وعيد سعيد عليكم وعلينا جميعا، وإن شاء الله العام القادم يكون عام خير واستقرار، تحيا مصر بنا جميعًا.. تحيا مصر".

الرابعة

زار الرئيس السيسي الكاتدرائية للمرة الرابعة الجمعة السادس من يناير 2017 ليهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد ويعلن الوفاء بوعده بترميم الكنائس ويعد ببناء أكبر مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة.

وألقى الرئيس السيسي كلمة خلال حضوره قداس عيد الميلاد المجيد، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذي يترأسه البابا تواضروس الثاني.

وقال السيسي: "ربنا يحميكم كلكم، وأوجه التهنئة والتحية والتقدير للحضور، وكل عام وسنة سعيدة علينا كلنا إن شاء الله، والمشاعر الجميلة تلك متبادلة وكلنا واحد ولازم تتأكدوا من ذلك، وزي دلوقتي السنة اللي فاتت وعدت بترميم الكنائس التي تضررت منذ 3 سنوات والبابا لم يتحدث معي ولم يطلب أو يذكر هذا المطلوب لي وهذا حق له ولكم، وأوفينا اليوم بأن كل الكنائس التي أضيرت تم ترميمها باستثناء كنيسة في المنيا وأخرى في العريش باقي بعض التشطيبات الخاصة بهما"، وهو الأمر الذي قابله الأقباط بالزغاريد والتصفيق".

وتابع: "السنة الجاية هتبقى 50 سنة على الكاتدرائية والسنة الجاية هتبقى في العاصمة الإدارية الجديدة أكبر كنيسة ومسجد في مصر وأنا أول واحد هساهم في بناء الكنيسة والمسجد، وسنحتفل بالافتتاح العام المقبل فضلا عن مركز حضاري كبير من أجل تعليم الناس أننا واحد وأن التنوع ربنا خلقه علشان نحترم هذا والاختلاف إرادة إلهية ومحاولة تغييرها غير فاهم، ومصر إن شاء الله بينا كلنا هتشفوها كل يوم".

وأضاف: "هنعلم الناس المحبة والأمان والاستقرار وهتشوفوا مصر حاجة عظيمة جدا ولا نبغى غير السلام لينا ولغيرنا وأي قبيح ليس له مكان والجمال هو ما سنقدمه في مصر وللعالم كله، وبشكركم على حفاوة الاستقبال وربنا يحفظ كل المصريين، وبلدنا والسنة القادمة سنحتفل بإنشاء صرح عظيم يعكس احترامنا لبعضنا البعض وديانات بعضنا البعض واختيارات بعضنا لبعض، وهنقدمها ونعيشها وكل سنة وأنتم طيبين، وأنتهز تلك الفرصة وأقول يارب أنا هنا في بيت من بيوت، اللهم احفظ مصر وأمن مصر، ويارب الاستقرار لمصر وبلادنا، ويارب اغنينا بفضلك عمن سواك".

الخامسة
زار الرئيس السيسي البابا تواضروس الثانى في الثالث عشر من أبريل بالكاتدرائية في العباسية للمرة الخامسة؛ لتقديم واجب العزاء في شهداء مصر من المواطنين الذين سقطوا ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيستي "مارجرجس بطنطا" و"مار مرقس بالإسكندرية".

لقاءات مكثفة

التقى الرئيس السيسي البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسي وفرانسيس بابا الفاتيكان فضلا عن رؤساء الكنائس المصرية والأجنبية، تقديرا لدور المسيحيين من جانب الرئيس، حيث ناقش الرئيس خلال تلك اللقاءات الماضي والحاضر والمستقبل، مما يؤكد حكمة الرئيس في خلق التلاحم الوطني بين المسلمين والأقباط.

النسيج الوطني
أكد الرئيس خلال تلك اللقاءات أن المصريين المسيحيين جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصر موضحا أن الدولة تتعامل مع كافة أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلًا عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني الأمر الذي حصن مصر بنسيج اجتماعي متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام.

أقلية مسيحية
نوه الرئيس إلى أن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية؛ فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها.

وطنية الكنيسة
وأشاد الرئيس بدور ووطنية الكنيسة المصرية منوهًا إلى أهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باعتبارها سنة كونية فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية.

قيم المحبة
وأشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على إعلاء قيم المحبة والمودة والتسامح، والتعاون مع الديانات المختلفة.
وأكد السيسي أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف توصي بالبر والتقوى والابتعاد عن الإثم والعدوان، فضلا عن ضرورة المعاملة الطيبة مع أصحاب الديانات السماوية، مشددا على أن أعمال القتل والإرهاب التي تمارسها جماعات متطرفة باسم الدين الإسلامي تُعد انتهاكًا صارخا لتعاليم الإسلام وهو منها براء.

كما تناولت اللقاءات كذلك سبل وآليات تعزيز الحوار بين الأديان ونشر التسامح، لاسيما في ضوء دقة المرحلة الحالية وما تستوجبه من تكاتف لترسيخ قيم قبول الآخر والبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانات السماوية، فضلا عن تدعيم جهود مواجهة الأفكار المتطرفة.
الجريدة الرسمية