رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة الشعب لأعداء مصر بالخارج والداخل


في كل يوم يثبت الشعب المصري أنه نسيج واحد في هذا العالم، وأنه عصي على التحليل والتفسير، وعصي على الاختراق من كل قوى الشر مجتمعة، تلك التي تتمثل في المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية وأدواتهم من الإخوان الإرهابيين وتركيا وقطر، فهذه القوى ما زالت تحلم بيوم تتفتت فيه وحدة الشعب المصري، وتقسيم مصر لصالح إسرائيل والسيطرة على مقدراتها من الغاز الطبيعي المكتشف حديثا، فلا تريد هذه القوى الشريرة أن تنهض مصر، كما فعلت هذه القوى في وقت الزعيم جمال عبد الناصر، ومن قبله الوالي محمد علي، عندما وجدت القوى الغربية أنهما بصدد تأسيس مصر حديثة قوية، فكانت الضربات الموجعة لهما ولمصر حتى لا تكون في مصافِ الدول المتقدمة، وتظل خاضعة لسيادة هذه القوى. 


كانت القوى الشريرة الأمريكية والإسرائيلية قد ظنت أنها عندما أحكمت قبضتها على مصر بأن أوصلت أول جاسوس مدني منتخب وهو مُرسي للحكم ستستطيع أن تفعل بمصر ما تشاء، فتُقسمها بأن تجعل سيناء للإرهابيين من الإخوان وغيرهم من الفصائل الإرهابية، وتجعل حلايب وشلاتين للسودان، وتقسم مصر شمالا وجنوبا، وتتدخل بقوتها العسكرية الغاشمة في مصر كما فعلت في العراق بحجة حماية المسيحيين، لكن الشعب المصري – الذي لا يشمل الإخوان الإرهابيين وأذنابهم وشلة «النشتاء»– أفشل هذا المشروع في الثورة المجيدة العظيمة في 30 يونيو 2013 وانتهى الأمر أن تولى البطل والزعيم عبد الفتاح السيسي حكم مصر ليصونها من الإخوان الإرهابيين، والمؤامرات المميتة للخارج، ويبنيها بيد لا تلين، ويحكم أمنها ويحارب الإرهاب حتى كاد أن ينتهي ذلك الإرهاب الأسود من ربوع الوطن..

لكن المتآمرين بالخارج وأذنابهم من الإخوان الإرهابيين في الداخل يحاولون دائما تدمير مصر، وذلك عن طريق إيجاد ثغرة في النسيج الاجتماعي بين المسلمين والمسيحيين لينفذوا منها لتدمير الوطن، فنجدهم ينفذون عملياتهم الإرهابية ضد الكنائس والمسيحيين بمعاونة صادقة من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإنجليزية، وبأموال قطرية ومساعدات تركية عليهم يحولون قلوب المسيحيين ضد أشقائهم المسلمين فتكون الثغرة التي ينتظرها هؤلاء المتآمرون في الخارج والخَونة في الداخل، فتجد أن الكونجرس الأمريكي مع الهجوم على الكنائس المدبر من المخابرات الأمريكية يناقش مشروع قانون جديد لدعم الأقباط في مصر، رابطا المعونة بما يفرضه على مصر من خلال هذا القانون الذي به تدخل سافر في الشأن المصري، لكنه حجة للتدخل في أمن مصر، كما كانت حجتهم أن صدام يمتلك أسلحة دمار شامل وثبت كذبهم بعدما دمروا العراق.

والغريب أنه بعد تدمير العراق خرج الجنرال كولن بأول ليعتذر عن هذا الخطأ وهو الظن بوجود أسلحة دمار شامل في العراق اعتمادا على ما بثه لهم عميلهم محمد البرادعي الذي كان يعمل مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما اعتذر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا وقتها عن الخطأ نفسه وقال: "إنني أعتذر عن المعلومات الخاطئة التي تلقيناها، رغم أنه كان قد استخدم الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع ضد شعبه، وضد الآخرين، إلا أن البرنامج لم يكن موجودا بالشكل الذي كنا نظنه، لذا أنا أعتذر عن ذلك، كما يمكنني أن أعتذر أيضا عن بعض الأخطاء في التخطيط، مثل خَطأنا في فهم ما كان سيحدث عند إزالة النظام".

وكأن ما سببوه من دمار في العراق ومقتل الملايين لا يستحق سوى كلمة اعتذار سخيفة، وهم الآن يبحثون عن الحجة للتدخل في الشأن المصري، فكانت مناقشة حماية الأقباط في مصر وهي حجة داحضة من الذئب الأمريكي الذي هو المسئول عن الهجوم على كنيسة "مارمينا" بحلوان، فالإرهابي إبراهيم إسماعيل الذي هاجم الكنيسة ومتهم بارتكاب عدة جرائم إرهابية أبرزها الهجوم على "ميكروباص حلوان" ما أسفر عن مقتل 8 ضباط وأفراد شرطة، والهجوم على منفذ تحصيل رسوم ببني سويف، وأسفر الهجوم على كنيسة حلوان عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 5 آخرين، هذا الإرهابي قام بزيارة قطر سرًا عام 2012، وتلقى دعما ماليا وتدريبيًا عسكريًا من الدوحة قبل أن ينتقل إلى ليبيا، حيث انضم وقاتل في صفوف التنظيم الإرهابي "داعش"، ومن المعروف أن قطر كلها تعد قاعدة مخابراتية عسكرية لأمريكا تفعل بها ما تَشاء، وهي المسئولة عن تنظيم داعش؛ بما يؤكد أنها هي التي دبرت ذلك الهجوم عن طريق ذلك الإرهابي الذي هو في الأساس من جماعة الإخوان الإرهابيين.

فالمُخابرات الأمريكية والإسرائيلية والإنجليزية تريد العمل في مساحة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، لكن بهذا الرد المزلزل من الشعب المصري على مؤامرة الهجوم على كنيسة حلوان تلقى الأعداء الرسالة جيدا، فالذي خرج لحماية الكنيسة ومهاجمة الإرهابي هم المسلمون أو الشعب المصري كله، وما صلاح الموجي والشيخ طه رفعت وغيرهم آلاف سوى جنود مصر وذخيرتها الحقيقة، فكانت الرسالة التي تؤكد أن الشعب المصري هو الذي يقف ليحارب الإرهاب قبل قوات الأمن، وهو المتحد قلبا وقالبا مسلمين ومسيحيين على قلب رجل واحد، ولا يمكن اختراقه أو العبث في نسيجه كما فعلوا في العراق وسوريا عندما تم العبث واللعب على وتيرة الشيعة والسنة ونجحوا في ذلك. 

لكن في مصر لا يمكن النجاح لأي من هذه المخططات لأن الشعب المصري مسلم ومسيحي هو الجيش والشرطة والوطنية والشعب والوطن والدولة، والدم والأواصر المتينة واللُّحمة الواحدة، وهذا لا يمكن أن يتم التلاعب فيه أو معه، وهي رسالة للإخوان الإرهابيين أنه مهما فعلتم يا أذناب المخابرات الأجنبية فلن تفلحوا في تدمير الشعب المصري الذي يتمنى من أجهزة أمنه أن تضع كل إرهابي إخواني تحت المنظار، وبذلك ينتهي الإرهاب من مصر إلى الأبد.
الجريدة الرسمية