رئيس التحرير
عصام كامل

3 سيناريوهات محتملة لمواجهة نظام الملالي للمتظاهرين في إيران

 الملالي
الملالي

تتفاقم الأوضاع يومًا بعد يوم وتتصاعد المطالب داخل أروقة دولة الخميني، فبعد أن بدأت التظاهرات في إيران سلمية بنزول المواطنين إلى الميادين لتحقيق بعض المطالب تحولت إلى مطالبات بإسقاط نظام الملالي، لتجتاح الاحتجاجات معظم المدن الإيرانية بما فيها العاصمة السياسية طهران، و"مشهد"، و"قم" العاصمة الدينية لترسم تلك التظاهرات العارمة 3 سيناريوهات محتملة قد يواجه بها نظام الملالي المتظاهرين والذين يزداد أعدادهم.


القمع
تفعيل آلة القمع بحسب تقرير نشرته بوابة العين الإماراتية هو أول خيارات النظام الإيراني لوأد الاحتجاجات، وهذا ما حصل بالفعل حين تم تسخير الأجهزة الأمنية المخصصة لحماية النظام الملالي، ما أسفر عن سقوط أكثر من 20 قتيلا جلهم من المحتجين.

استراتيجية قمعية تدرك إيران فاعليتها في ترهيب المتظاهرين، خصوصا عقب توسيعها لنطاق الاعتقالات، مستندة في ذلك إلى نجاحها في إخماد أنفاس عدد من المظاهرات في السنوات الماضية.

السياسات الاقتصادية
ولفت التقرير إلى أن خروج التظاهرات عن سيطرة نظام الملالي، وامتدادها لعشرات المدن قد يدفع النظام نحو تكتيك مغاير ومختلف تماما، لكن تفرضه معادلة الشارع، وهي التراجع عن بعض القرارات الاقتصادية المعلنة مؤخرا، وعلى رأسها زيادة أسعار الوقود، وذلك من أجل امتصاص الغضب الشعبي.

فبهذا الخيار، ستضرب الحكومة عصفورين بحجر واحد، وهو إيهام العالم من جهة أن السياسة الحكومية الإيرانية مرنة خلافا للصورة الملتصقة بالأذهان، وحتى وإن لم تكن كذلك، فهي لا ترى مانعا في القيام بمراجعات، وبذلك تقدم عدولها عن التدابير الاقتصادية على أساس أنها نظام مرن لا يرفض القيام بمراجعات متى تفرضها المصلحة العامة.

التصعيد خارجيا
سيناريو يفرض نفسه بقوة في السياق الحالي، وفي وقت تتوجه فيه أنظار العالم بأسره إلى إيران، فنظام الملالي الخبير في التعامل مع مثل هذه الأحداث، لن يتأخر، في حال أدرك أن جميع خياراته لم تجد نفعا في احتواء الاحتجاجات والسيطرة على الوضع، في أن يتجه نحو التصعيد في جبهة من جبهات الصراع الخارجي التي تشارك فيها إيران.

خطوة ستمر إليها الحكومة الإيرانية بعد أن تنتهي من مسألة تحويل الاحتجاجات من مطلب شعبي عفوي إلى «مؤامرة» خارجية تحاك ضد أمن البلاد، بما يجرد تلك الاحتجاجات من إمكانية الاستمرار، لأن تواصلها سيدرجه النظام في خانة دعم المؤامرات الخارجية لزعزعة السلام الداخلي.

وبتحريك إحدى الجبهات التي تشارك فيها أو تقودها خارجيا، سواء في سوريا أو في اليمن، أو حتى اختلاق جبهة نزاع ثالثة في إحدى دول الجوار، فإن نظام الملالي سيصدر مشكلات الداخل إلى الخارج، تماما كما سيوجه الاهتمام العالمي إلى بؤرة توتر أكبر، وبهذا يربح حيزا زمنيا كافيا لتصفية حساباته مع المحتجين، والإيهام بتراجع حدة الاحتقان الداخلي.
الجريدة الرسمية