رئيس التحرير
عصام كامل

غضب أهالي بورسعيد بسبب هدم مبنى القنصلية الأمريكية (صور)

فيتو

سادت حالة من الغضب بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ببورسعيد بعد البدء في هدم مبنى القنصلية الأمريكية السابق، والذي يقع في شارع من أهم شوارع المحافظة وهو شارع فلسطين، وذلك بعد قرار وزير الإسكان الذي تم إعلانه في الجريدة الرسمية بحذف العقار من المنشآت ذات الطراز المعماري التراثي المتميز للمحافظة.


تاريخ القنصلية
ويعود إنشاء القنصلية إلى ما قبل تأميم قناة السويس، وخصوصًا إلى نوفمبر عام 1867 م، حيث كانت هناك أعداد كبيرة من الأجانب في المحافظة في تلك الفترة، فكانت هناك ضرورة لتسوية المسائل البحرية والتجارية والمسائل الخاصة بهؤلاء الأجانب، وبالتالي قامت العديد من الدول ذات المصالح بتعيين "وكلاء" أو قناصل لها في بورسعيد.

وظل المبنى ملك السفارة الأمريكية حتى عام 1969، عندما اشترى المبنى أحد رجال الأعمال ميسورين الحال وقد اشتراه من السفارة الأمريكية.

وفي عام 1981 قام الشخص الذي اشترى مبنى "القنصلية الأمريكية" ببيعه لشخص آخر، وقام الشخص الثاني، بتركه مغلق منذ ذلك الحين، حتى عام 2008، ليتم بيع المبنى للمرة الثانية، ولكن تم بيعه لأربعة من رجال الأعمال.

وطيلة تلك السنوات لم يستطع أي شخص اشتراه أن يقدم على هدم المبنى وتركوه مهجور، كون المبنى ضمن المباني التراثية ببورسعيد التي تم تسجيلها، ولكن بمجرد صدور القرار بحذف المبني، تم الإقدام على هدمه.

قرار الوزير
وفوجئ أهالي بورسعيد بإصدار الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية القرار رقم 753 لسنة 2017، والذي نشرته الجريدة الرسمية الصادر السبت الموافق 28 أكتوبر 2017، بحذف العقار رقم 38 الكائن بشارع فلسطين، وهو عقار "القنصلية الأمريكية سابقًا" بحي الشرق بمحافظة بورسعيد، من سجل المباني والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز لمحافظة بورسعيد الصادر به قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011.

وفي صباح أمس الخميس، استيقظ أهالي محافظة بورسعيد على قيام معدات إحدى شركات المقاولات، بهدم مبنى القنصلية الأمريكية سابقا.

وأتاح قرار وزير الإسكان الفرصة لتيسير هدم المبنى، وذلك لاستغلال قطعة الأرض التي تم بناؤه عليها، كونها تقع في أهم منطقة في المحافظة، أمام الممر الملاحي لقناة السويس أي أمام الممشى السياحي، ممشى ديليسبس في مواجهة السفن العابرة.

رد المحافظة
وقال مصدر في محافظة بورسعيد: "المحافظة ليس لها شأن في قرار الهدم".

واستكمل المصدر في تصريح خاص لـ "فيتو": "ملاك العقار حصلوا على السماح لهم بالهدم بناءً على حكم محكمة في صالحهم واجب النفاذ، وما يحدث هو تنفيذ لحكم بالمحكمة، وذلك بجانب صدور قرار عن وزير الإسكان بحذف العقار من ضمن قائمة المباني ذات الطراز المعماري المميز التراثي ببورسعيد".

وتابع المصدر: "الموضوع كله قانوني وطبقًا لتنفيذ القوانين وحكم القضاء".

غضب على السوشيال ميديا
وبمجرد أن بدأ هدم عقار "القنصلية الأمريكية" صباح اليوم الجمعة، اجتاحت ثورة من الغضب صفحات موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيس بوك"، ودشن عدد من أهالي المحافظة هاشتاج "بورسعيد بتتباع"؛ تعبيرًا منهم عن رفضهم لهدم عقار تاريخي بالمحافظة الباسلة.

وقال أهالي المحافظة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، إنه من المتوقع بعد هدم العقار أن يقوم ملاكه ببناء أبراج سكنية شاهقة مكانه، وسيكون سعر الشقة الواحدة ملايين الجنيهات، وذلك لموقع المنطقة الفريد أمام الممر الملاحي لقناة السويس.

وأضافوا: "للأسف تاريخ المحافظة يندثر وسيضيع كلما قمنا بهدم عقار مثل ذلك المبنى من أجل بناء العقارات الحديثة".
الجريدة الرسمية