الكنيسة المصرية ترفض الوصاية الأمريكية
قبل أيام قليلة من الحادث الهمجى الذي استهدف كنيسة مارمينا بضاحية حلوان القاهرية، وأسقط عددًا من الشهداء والمصابين، تقدم 6 نواب من الكونجرس الأمريكى، بمشروع قانون بعنوان «تهميش الأقباط»، يطالب بربط المعونة الأمريكية للقاهرة باتخاذ الحكومة المصرية خطوات جادة لضمان ما أسمته " المساواة بين المسلمين والأقباط"، وإنهاء ما وصفته بـ«تهميش الأقباط»، وتمت إحالته إلى لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس لمناقشته.
وأوضحت التقارير القادمة من واشنطن أن من يطلقون على أنفسهم "أقباط المهجر" هم من يقفون وراء هذه الخطوة. إقحام الولايات المتحدة لنفسها في الشأن المصرى، واللهو بورقة اضطهاد الأقباط أمر متكرر، وله بواعثه المعروفة ودوافعه الساقطة، ويحكمه ما يمكن تسميته بـ "كيد النسا"، ولا يخفى على أحد أن تلك الخطوة جاءت ردًا على موقف القاهرة الرسمى من قرار الرئيس الأمريكى بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس. ويكفى أن جميع هذه المحاولات الشيطانية والصبيانية تتحطم دومًا على صخرة الضمير الوطنى للقيادات الكنسية المصرية الوطنية والعاقلة والرشيدة، التي يتوارثونها جيلا وراء جيل.
التاريخ سجل الكلمات الخالدة للبابا شنودة الثالث في مثل هذه المواقف والتي كانت تؤكد على أن الوطن أكبر مما سواه: "مصر وطن يعيش فينا، وليست وطنا نعيش فيه"، وتبعه بإحسان البابا تواضروس الثانى الذي سار على دربه في الوطنية، وعدم التعاطى مع أصحاب المؤامرات الساذجة من الداخل والخارج. الحادث الأخير – على بشاعته – أظهر وطنية المصريين وتضامنهم صفًا واحدًا ضد الإرهاب الأسود الذي لا يستهدف فصيلًا دون آخر، فالإرهاب الذي يستهدف الكنيسة، هو الإرهاب الذي حصد أرواح أكثر من 300 مُصلٍ في المسجد، وهو أيضا الذي يستهدف أرواح ضباط الجيش والشرطة وإضعاف الدولة المصرية. تضامن المصريين، أزهر وكنيسة، مسلمين وأقباطا، تفعيل دولة القانون، كسر شوكة الإرهاب ومواجهته بكل عنف..