رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار قنص إرهابي حلوان في «90» ثانية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف حادث استهداف كنيسة مارمينا بحلوان، عن جانب مهم يتميز به المصريون دون غيرهم من الشعوب، ففي وقت الشدائد تراهم متلاحمين يواجهون الأخطار بصدور عارية، وقد تجلى هذا الجانب بوضوح في لحظة انقضاض صلاح الموجي على الإرهابي إبراهيم إسماعيل، معرضا نفسه للموت، ثم تبعه عشرات المواطنين في مشهد أبهر العالم..


ثم كشفت التحقيقات والفيديوهات عن بطل آخر كان له الدور الأبرز في سقوط الإرهابي، هو العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة حلوان، الذي هرع إلى مكان الحادث على رأس قوة من ضباط وأفراد القسم للتعامل مع الموقف المتأزم، ونجح في شل حركة الإرهابي برصاصة في الركبة.

العميد عبد العزيز تحدث مع "فيتو" عن تفاصيل قنص المجرم باستخدام رشاش "هكلر" ألماني، قائلا: "أثناء تواجدي في مكتبي بقسم شرطة حلوان، تلقيت بلاغا عن هجوم إرهابي على كنيسة مارمينا، وعلى الفور جمعت قوة من رجال الشرطة المتواجدين وانطلقنا إلى مكان الحادث، ووصلنا بعد أقل من خمس دقائق، وهناك وجدنا عددا من المواطنين مصابين بطلقات نارية، وعثرنا على أمين الشرطة المكلف بحراسة الكنيسة شهيدا، وبجواره سلاحه الآلي.. اتصلت بالإسعاف لنقل الضحايا إلى المستشفى، وبدأت في تقييم الموقف الأمني، وبناء على هذا التقييم وزعت القوات المتواجدة على مداخل الشوارع المحيطة لمحاصرة المجرمين ومنعهم من الهرب".

وأضاف مأمور قسم حلوان أنه وجه سيارة الشرطة التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى أحد الشوارع الجانبية، كإجراء أمني طبيعي: "نحن لا نعلم ما إذا كان الإرهابي انتحاريا لغم جسده بالمتفجرات أو يحمل قنابل يدوية شديدة الانفجار، وبالتالي لو تعاملنا معه مباشرة بالدهس مثلا لقتلناه في الحال، لكن في المقابل سيسقط المزيد من الضحايا، وفي ذات الوقت سنفقد مصدر معلومات مهم، ربما يقود لضبط المزيد من المتطرفين وكشف مخططاتهم هو الإرهابي نفسه".

سألناه عن لحظات اقتناص الإرهابي فأجاب: "بعد أن شارك الإرهابي إبراهيم إسماعيل في الجريمة، بدأ يتجول في الشارع شاهرا سلاحه الآلي ويطلق النار بشكل عشوائي، فكان من المهم إخلاء الشارع من المارة في أسرع وقت، واستدراجه إلى مكان يسهل التصويب عليه.. اتخذت المكان المناسب في شارع جانبي متقاطع مع الشارع الذي يتحرك فيه المجرم، واكتشفت أنه يرتدي واقيا من الرصاص وبحوزته "5 خزن" لطلقات نارية، وهناك احتمال وجود متفجرات بين طيات ملابسه.. ضبطت رشاش "الهكلر" على وضع الطلقات الفردية، وبدأت في إطلاق الرصاص على يده التي تحمل السلاح وبادلني إطلاق النار بشكل عشوائي.

عندما سنحت الفرصة أحكمت التصويب وأطلقت عليه رصاصة استقرت في ركبته ليسقط أرضا، في عملية لم تستغرق أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة تقريبا.. ورغم الإصابة إلا أنه واصل إطلاق النار بشكل عشوائي إلى أن انقض عليه الأهالي وسيطروا عليه تماما.. في ثوان معدودة وصلت والقوة المرافقة إلى الإرهابي وأشرفت على نقله إلى المستشفى للعلاج، وعدت إلى الكنيسة لمتابعة أعمال التمشيط ونشر القوات التي وصلت إلى المكان، وتجهيز مسرح الجريمة لاستقبال جهات التحقيق المختصة ورجال المعمل الجنائي".

العميد أشرف عبد العزيز شدد على أنه لم يقم سوى بواجبه، وأنه وزملاؤه في جهاز الشرطة لا يترددون أبدًا في التضحية بأرواحهم لحماية أمن الوطن وحماية المدنيين: "أرواحنا فداء للوطن ولن نتوقف عن تقديم التضحيات حتى نقتلع جذور الإرهاب".
الجريدة الرسمية