رئيس التحرير
عصام كامل

تلف الحمض النووي «خطر يؤدي إلى السرطان».. تقرير

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تتعرض الكائنات الحية باستمرار لعوامل داخلية وخارجية قد تؤدي إلى إنتاج مركبات تُحدث ضررًا في بنية المادة الوراثية (DNA) مما يعرض الخلايا للطفرات والموت إذا لم تعالج بشكل صحيح، وتشارك العديد من الإنزيمات في إزالة هذه المركبات ومنها إنزيم سيتوكروم بي 450 والجلوتاثيون ترانسفيريز والكاتاليز وسوبر أكسيد دسميوتيز.


وتتمثل أخطر المواد التي تهدد حياة الخلية هي مركبات مشتقات الأكسجين النشط Reactive Oxygen Species والتي يتم تكوينها أثناء عمليات أيضية داخل الخلية، كما أنها تتكون نتيجة التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، ويتمثل خطر تلك المواد بأنها تستهدف الحمض النووي، مما يسبب في حدوث أضرار به قد تؤدي إلى السرطان إن لم يتم التعامل معها وإزالتها بشكل سليم.

وتقوم مجموعة متخصصة من الإنزيمات DNA Repair Enzymes بإصلاح الحمض النووي الذي يتعرض يوميًا لأكثر من مليون حالة تغير في بنيته الجينية لكل خلي، وإذا فشلت تلك الإنزيمات في عملها فإن الخلايا تدخل في أحد ثلاثة مسارات، أما أن تدخل في طور سكون يعرف بالشيخوخة، أو تدخل الخلية في حالة من النشاط الزائد فتنقسم بشكل كبير فيحدث ما يسمى بسرطان، أو تدخل في مسار الموت الخلوي المبرمج Apoptosis.

من مسببات حدوث خلل في بنية الحمض النووي وجود نواتج ضارة، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية وللأشعة المؤينة أو للحرارة العالية وبعض المواد الكيماوية الضارة مثل فوق أكسيد الهيدروجين والهيدروكربونات الأروماتية الحلقية وغيرها من ملوثات البيئة.

إصلاح الـDNA
إصلاح الـDNA أصبح أمرا حتميا لضمان بقاء الخلية على قيد الحياة، لذلك فإن جميع الكائنات الحية طورت آليات عديدة لإصلاح الحمض النووي، وقام فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث باستنساخ عدة جينات من الجمل الذي تم اتخاذه نموذجًا للثدييات التي تتعرض بشكل طبيعي لحرارة الجو العالية وللملوثات البيئية وأشعة الشمس الحارقة حيث تم استنساخ خمسة أشكال مختلفة لإنزيم الجلوتاثيون ترانسفيريز (GST_K، Pi، Mu، Omega، Theta) وتم دراسة خصائص بعضها كما تم استنساخ شكلين لإنزيم السوبر أكسيد دسميوتيز (SOD1، SOD2) وأربعة أشكال لجينات السيتوكرون بي 450، هذا بالإضافة إلى انزيمين لإصلاح الحمض النووي هما OGG1 ، APEX1.

الوقاية من التلف
ووفقًا للبحث الذي أعده الدكتور فريد شكري عطايا، أستاذ باحث مساعد بقسم البيولوجيا الجزيئية، شعبة الهندسة الوراثية المركز القومي للبحوث، أن طرق الوقاية من حدوث التلف في الحمض النووي تتمثل في تجنب الإنسان لمسببات حدوث المرض كالتقليل من التعرض للشمس والتقليل من تناول الأغذية ذات المحتوى الدهني المرتفع ويقابل ذلك الإكثار من تناول المواد المضادة للأكسدة التي تلعب دورًا مهمًا في التخلص ومعادلة المواد المؤكسدة مثل فيتامين أ (الكاروتينويدات)، فيتامين ج (حمض الأسكوربيك) وفيتامين هــ (التوكوفيرولات).

ولفت الباحثون إلى أن الغذاء الصحي المتوازن الغني بالخضراوات والفواكه والمحتوى على نسبة قليلة من الدهون والبروتينات الحيوانية والابتعاد عن الملوثات البيئية يقلل فرص حدوث تلف للحمض النووي ويعزز فرص إصلاح أي تلف قد يحدث وبالتالي يقي الإنسان من حدوث الأمراض السرطانية.
الجريدة الرسمية