رئيس التحرير
عصام كامل

«حتى لا يموت ابنك في لجنة الامتحان».. نصائح التعامل بين الأهالي وأبنائهم في وقت الاختبارات المدرسية.. منح الثقة واختبار قدرة التلميذ على التحمل الأبرز.. والحوار الدائم كلمة السر للنجاح المست

فيتو

ما زال الامتحان هو «البعبع» الذي يصيب الطلاب في نهاية كل عام، لارتباطه من وجهة نظرهم بتحديد المصير والمستقبل المرتقب، ووصل الأمر في بعض الأحيان بوفاة ممتحنين داخل اللجان، نظرا للضغط النفسي عليهم، الذي لم يتحمله جسدهم الهزيل.


ملك جمال
آخر هؤلاء الضحايا، الطالبة ملك جمال أحمد حسن بالصف الثانى الإعدادى، بمدرسة الضوى الخاصة بالهانوفيل بمحافظة الإسكندرية، التي توفت أثناء تأديتها امتحان مادة اللغة العربية، إثر إصابتها بهبوط حاد بالدورة الدموية.

ونعى الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، وتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة الطالبة داعيًا الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان.

أنواع الطلاب
ونظرا لصعوبة الموقف والتوقيت على الطلاب وأولياء الأمور، يقدم الخبراء روشتة لتفادي مثل هذه الحوادث ودور الأهالي في ذلك، فيوضح حمد الباسوسي، الخبير النفسي أن استجابة الطلاب للضغوط المحيطة متباينة، فلكل طالب أسلوبه الخاص، ففريق منهم يتجه للمذاكرة الشديدة، والبعض الآخر يرد باللامبالاة وفريق ثالث لديه ضعف في البنيان النفسي وشخصيته هزيلة وهشة حيال هذا الضغط، بما يتسبب في شعوره بالخوف وعواقب الرسوب أو الحصول على مجموع ضعيف، ويؤثر ذلك بالسلب على قدرته في الاستيعاب، مؤكدا على أن كثرة الضغوط والخوف يسبب ما أشبه بالبلوك على الاستيعاب.

الأضرار
وتابع قائلا: الفريق الثالث مع الضغط النفسي الرهيب عليه يؤثر ذلك على صحته، بما يتسبب في وقف عضلة القلب أو المخ، مؤكدا على أن البنات أكثر عرضة لمثل هذه الوقائع، نظرا لحساسيتهن وطبيعة خليقتهن.

أولياء الأمور
وطالب الباسوسي أولياء الأمور بالبعد عن ممارسة ضغوط نفسية وإن كان الطالب يعاني من اللامبالاة، منوها يكفي عليهم ضغوط الامتحان والضغوط الاجتماعية المحيطة، كما طالب الأهالي بمراقبة أبنائهم للتعرف على مدي قدرتهم على التحمل، لافتا إلى أن هذا لا يحدث مع انشغال الجميع في طلب الرزق.

المجتمع غير مستقر
ومن جانبه قال كمال مغيث، الخبير الترباوي، إن المجتمع يعاني من حالة من عدم الاطمئنان وعدم الاستقرار النفسي، مشيرا إلى أنه منذ 50 عاما كان المجتمع المصري مستقرا وعوامل التأثير فيه معروفة ومحددة وتحت السيطرة في كافة المجالات، بما يتسبب في اتزان نفسي.

وتابع قائلا: «العصر الحالي يتميز بسرعة التغيير لما به من عناصر ثقافية يستعصي حصرها وبعيدة عن السيطرة أو التحكم، سواء عربية أو أجنبية، فمشاهد وأفكار العنف أصبحت مألوفة، وكل ذلك جعل الموت والانتحار مسألة ليست غريبة، موضحا الموت حالات انتحار ولكن بشكل لا إرادي.

حوار دائم
وأشار إلى أنه ينبغي أن يكون هناك حوار دائم ومستمر بين أولياء الأمور والأبناء، فالحوار السائد الآن في المجتمع المصري لن يخرج عن المال والطعام والدروس الخصوصية، مؤكدًا أن ذلك يجعل الطفل ينمو بمعزل عن الأهل وحل تلك المشكلة في أن تسود لغة الحوار لضمان أن يكون النمو النفسي بمعرفة ولي الأمور وبالقرب منه.

الثقة بالنفس
وأضاف كما ينبغي منح الطالب الثقة حتى يقتنع أن العصر الحالي عصر علم ليس مرتبطا فقط بالنجاح والرسوب في الدراسة، وأنه من الممكن تشجيع القدرات الحقيقية بعيدا عنها، وذلك بالتزامن مع دور المدرسة في تشجيع الأنشطة الحياتيه الممتعة بما فيها الموسيقي والغناء والشعر، وأن النجاح والرسوب ليس نهاية العالم.
الجريدة الرسمية