رئيس التحرير
عصام كامل

حيل الشباب للتخلص من البطالة.. «الدمرداش» ترك مهنة الإرشاد السياحي ليصنع أباجورات من سلك الغسيل.. «عادل» يحول الميكروباصات الخردة لمطاعم متنقلة.. «جمال» ماسح أحذية بدرجة

فيتو

«الإيد البطالة نجسة» مثل شعبي يطلقه المصريون على كل من لا يبحث عن عمل، مستسلما لظروف البلاد وقلة توافر فرص العمل، ووفق آخر إحصائية صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء في نوفمبر 2017، تراجع معدل البطالة في البلاد إلى 11.9% في الربع الثالث من هذا العام مقابل 12.6 % قبل عام.


وكثيرا من الشباب لم يعتمد على الفرص التي توفرها وزارة القوى العاملة أو حتى تمسك بشهادته العليا ومؤهله، ليعتمد في مصدر رزقه على وظائف أخرى لتكون حيلته للتخلص من شبح البطالة ليصنع لقمة عيشه بنفسه.

صناعة اباجورات من سلك الغسيل
الإبداع لا حدود له ومع تأثر قطاع السياحة بالثورة وتراجعه لعدة سنوات، لم يستسلم «مصطفى الدمرداش» مرشد سياحي لأحوال البلاد، واستخدم ابداعه للتغلب على البطالة، وخلق لنفسه فرصة عمل جديدة ولكن بطريقة مبتكرة.

وذكر «الدمرداش» 29 عاما، أنه كان يعمل مرشدًا سياحيًا، لكن بمرور الوقت تحوّل عمله إلى تصميم الأشكال الفنية المبتكرة من وحي خياله، وهو تصميم الوحدات ضوئية بأحجام مختلفة ويطلق عليها «أباجورة».

وأوضح مصطفى في تصريحات صحفية، إن البطالة خلقت منه شخصًا آخر، فقد اتجه للعمل في الفنادق والمحال الصغيرة، ونجح في ابتكار أشياء فنية جديدة فرسم على الجدران تصميمات فنية بقيمة عالية وعمل أيضًا في النحت، مشيرا إلى أنه مع مرور الوقت ابتكرت تصميم وحدة ضوئية باستخدام حبال الغسيل، والفكرة قائمة على استخدام أشياء ومواد متاحة للجميع لاستغلالها في خلق أعمال فنية جديدة ولها استخدامات منزلية.

اقرأ: ضحايا فرص العمل.. انتحار «فران» بكرداسة بعد فشله في الحصول على وظيفة

من ميكروباص خردة لمطعم
«الحاجة أم الاختراع» وحاجة «عادل مسعد» للعمل جعلته يتفنن في تحويل «الميكروباصات الخردة» إلى مطاعم متنقلة، ففي 30 نوفمبر من العام الجاري، ذكر «مسعد» الشاب الثلاثيني أنه ابتكر فكرة تقوم على إعادة صيانة السيارات الخردة أو المتهالكة وتحويلها لمطاعم متنقلة بالشوارع.

وأضاف «مسعد» في تصريحات صحفية، أنه تمكن من مساعدة شباب مثلة من عرض الأطعمة وبيعها عبر السيارات القديمة بعد تحويلها إلى مطعم خاصة بعد تخصيص أماكن لوقوف تلك السيارات حتى لا تعرقل حركة المرور، وبالفعل ظهر ذلك في عدة أماكن داخل القاهرة، وبالتالي ساهم في القضاء على جانب من بطالة الشباب.

تابع: القوى العاملة تعلن عن 1355 فرصة عمل للخريجين

ماسح أحذية
أما الحالة الثالثة فقد رفعت شعار«الشغل مش عيب»، ففي أكتوبر 2014، اتجه «جمال عبد الله» 36 عاما، وحاصل على بكالوريوس هندسة زراعية للعمل ماسح للأحذية بعد أن فشل في الحصول على وظيفة لتتبدل أحواله بين ليلة وضحاها من مهندس إلى ماسح أحذية.

وقال عبد الله في تصريحات لـ«فيتو»، إنه عمل بالمهنة منذ ثلاث سنوات من أجل الكسب الحلال، فبعد أن كان يعمل بمؤهله في أحد مصانع الكيماويات عصفت به رياح الحياة نحو هذه المهنة التي لم يجد غيرها ولم يخجل منها.

وأضاف أنه لديه أربعة أبناء، ويقطن بمركز الواسطى محافظة بنى سويف، ولكن ظروف هذه المهنة أبعدته عن أسرته نظرًا لمرونتها وكثرة زبائنها بالقاهرة عن الصعيد، حيث يقيم بأحد أسطح العمارات وبين الحين والآخر يذهب إليهم بحصيلة ما جمعه طيلة هذه الفترة التي قضاها في بعده عنهم.
الجريدة الرسمية