ليس خلافا بين الحكام!
لا أدرى لماذا اعتبر دكتور أبو الغار الخلاف بين مصر والسودان الآن بأنه خلاف بين الحكام.. فهذا الخلاف أكبر من ذلك وأوسع، لأنه خلاف يشمل العديد من الموضوعات التي تخص الشعبين والدولتين، ابتداءً من الخلاف حول سد النهضة الإثيوبى الذي انحازت فيه السودان تمامًا للجانب الإثيوبى، وانتهاء بالخلاف حول شلاتين وحلايب.
أما بالنسبة للعلاقة بين الرئيسين المصرى والسودانى فلم يشوبها توتر على الأقل من الجانب المصري.. أي أن الأمر لا يتعلق هنا بخلاف بين الحكام، وإنما هو الآن بالشكوى التي قدمتها السودان بخصوص اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية هو خلاف موضوعى وليس شخصيًا، أو هو خلاف حول قضايا وموضوعات تتعلق بمصالح البلدين وأيضًا بالأمن القومي لهما.
نعم هناك علاقات وثيقة بين الشعبين المصرى والسودانى منذ القدم، وهذه العلاقات هي التي دفعت القيادة المصرية أن تشرك السودان في الاتفاق الخاص بسد النهضة مع إثيوبيا، وهى أيضًا التي جعلت تلك القيادة أن تتحمل الاتهامات التي يوجهها بعض المسئولين السودانيين لمصر بالتدخل في شئون السودان الداخلية.. لكن لا يصح اعتبار الخلاف المصرى السودانى خلافًا شخصيًا، أو بين الحكام.
