رئيس التحرير
عصام كامل

آثار شرق القاهرة تشيد سور قبة ابن غراب الأثرية بعد هدمه (صور)

فيتو

شيدت منطقة آثار شرق القاهرة بالتعاون مع مكتب أركينوس للعمارة، جزءا من السور المتهدم لقبة ابن غراب، المسجلة أثر برقم (٩٤)، على أن يتم استكمال بناء باقي الجزء الذي تهدم من السور.


ويذكر أن السور الخارجي المحيط بالقبة غير أثري، وتعاني المنطقة من ارتفاع مياه الصرف الصحي، التي تسببت في تهدم جزء من السور.

منشئ القبة هو القاضي سعد الدين إبراهيم بن عبدالرازق بن غراب الإسكندراني، وذلك في عصر السلطان الناصر فرج بن برقوق، ونشأ عبدالرازق بالإسكندرية، وكان غلاما وسيما، وعليه علامات القبول، فأعجب به الأمير جمال الدين محمود الأستادار، وأحضره معه إلى القاهرة، ولقبه بـ "سعد الدين"، وجعله كاتبه، واستكتبه في خاص أمواله حتى عرفها، وولاه برقوق عام 798هـ "نظر الخاص"، أي المتحدث في مال السلطان، وكان عمره حينها دون العشرين، ولم يحفظ سعد الدين بن غراب لسيده جمال الدين محمود صنعه، بل تنكر عليه، وأوقع بينه وبين السلطان الظاهر برقوق، الذي قبض عليه وصادر أمواله، والعجيب أن يكون القائم على المصادرة ابن غراب ذاته، حتى جعله يبكي من شدة قهره منه.

وفى عام 803هـ تقلد ابن غراب الأستادارية "أي المتحدث في أمر بيوت السلطان "وصار له ديوان كالأمراء، وزين ابن غراب للسلطان فرج بن برقوق ضرورة الفرار من السلطنة، حين تنكر له الأمراء، وأخفاه في منزله، وقام بتولية الأخ الأصغر عبد العزيز بن برقوق، وأجلسه على التخت ولقبه بالملك المنصور، وبعد سبعين يوما، يعود ابن غراب ويقلع عبد العزيز من السلطنة، ويعيد الناصر فرج إلى سلطنته مرة ثانية.

وتوفي ابن غراب في 19 رمضان عام 808 هـ، ولم يكمل ثلاثين سنة من العمر، وشهد الأمراء بأجمعهم جنازته التي سارت لمسافة طويلة، وتجمع الناس من كل جهة لمشاهدة نعشه وصلى عليه السلطان الناصر فرج بن برقوق، وحمل تابوته إلى حيث دفن في قبته الحالية بقرافة المماليك.
الجريدة الرسمية