رئيس التحرير
عصام كامل

تقرير مسرب يكشف فزع النظام الإيراني من الاحتجاجات في 40 مدينة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف تقرير مسرب اجتماعا عقده المرشد الأعلى في إيران على خامنئي، مع رؤساء أجهزة الأمن الإيرانية، في الآونة الأخيرة، عن فزع النظام الإيراني من الاحتجاجات الشعبية المستمرة ضده في أنحاء إيران منذ أيام، وعن اعتقاد راسخ لديه، بأنها تهدد أمن النظام نفسه، وتدفعه إلى التفكير، كخطوة أولى، إلى إيجاد وسيلة للخروج من هذا الوضع الصعب.


ويغطي التقرير، الذي أعده “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” بتسريبه حصريًا إلى قناة فوكس نيوز الإخبارية الأمريكية، واستمد معلوماته مما وصفها بـ “مصادر رفيعة المستوى من داخل النظام الإيراني”، سلسلة اجتماعات لكبار مسئولي النظام، استمرت حتى يوم 31 ديسمبر الماضي.

وتشير مذكرات التقرير، إلى اعتقاد النظام الإيراني بأن المظاهرات الاحتجاجية قد ألحقت الضرر بكل القطاعات في البلاد، ويكشف عن مناقشات تدور ضمن النظام حول كيفية إحباط هذه الاحتجاجات.

ويقول التقرير المسرب، إن “الزعماء الدينيين والقيادة الإيرانية، لا بد من أن يأتوا إلى المشهد في أقرب وقت ممكن؛ لمنع هذا الوضع من التدهور أكثر.”

ويقول التقرير المعني باجتماع خامنئي والقادة الأمنيين: “ليساعدنا الله، فهذا وضع معقد جدًا، وهو مختلف عن المناسبات السابقة”، في إشارة إلى الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في العام 2009؛ بعد اتهام الشعب للنظام الإيراني، بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في يونيو، من ذلك العام، وأدت إلى فوز محمود أحمدي نجاد على منافسيه.

ومع استمرار انتشار الاحتجاجات، ارتفع عدد القتلى فيها إلى 21، باعتراف السلطات الإيرانية. ومن بين هؤلاء ستة قتلى سقطوا أثناء ما قالت السلطات الإيرانية إنه هجوم على مركز شرطة في محافظة أصفهان.

كما لقي رجل شرطة حتفه برصاص بندقية صيد في مدينة نجف أباد.

وبحسب مصادر “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، والتقارير الواردة من داخل إيران، هناك ما لا يقل عن 40 مدينة إيرانية، بما فيها العاصمة طهران، تشهد احتجاجات ضد النظام.

وهتف المحتجون بشعارات مثل “الموت للديكتاتور”، و”المرشد يعيش كإله بينما الشعب يعيش كالمتسولين”.

ويشير التقرير، أن المحتجين بدءوا في الهتاف بهذه الشعارات القوية منذ اليوم الأول، وفي طهران، هتف المحتجون بشعارات ضد المرشد الأعلى على خامنئي نفسه.

ويضيف التقرير المسرب، إلى أن جهاز الاستخبارات في “قوات الحرس الثوري الإيراني”، “تراقب الوضع.. ويعمل كله بتنسيق كامل لمنع الاحتجاجات”.

ولم يتم حتى الآن، بحسب التقرير، إعلان حالة التأهب القصوى، وهو ما من شأنه -إذا حدث- أن يؤدي إلى تدخل عسكري مباشر لفض الاحتجاجات.

لكن التقرير توقع أن إرسال قوات الحرس الثوري أو قوات الباسيج (التعبئة)؛ من شأنه أن يؤدي إلى “نتائج عكسية”، وإلى زيادة حدة عداء المحتجين للنظام الإيراني.

ويذكر التقرير أيضًا، رسائل الدعم التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومسؤولين من إدارته، إلى المحتجين الإيرانيين.

ويقول نص التقرير: “إن الولايات المتحدة دعمت رسميًا الشعب (الإيراني)، الذي خرج إلى الشوارع.”

ويضيف، نقلًا عن الاجتماع المذكور، أن المجتمعين قالوا إن الولايات المتحدة والغرب “اتحدا على دعم المنافقين”، وهو الوصف الذي يطلقه النظام الإيراني على “منظمة مجاهدي الشعب الإيراني”، أو “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية”، والتي تعد جزءًا من المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” الذي يعد ائتلافًا واسعًا لفصائل المعارضة الإيرانية.

ويشير اجتماع على خامنئي مع القادة الأمنيين، إلى زعيمة المجلس مريم رجوي بالاسم، واتحادها مع ما وصفوه بـ “الكفار”، أي الدول الغربية، للمرة الأولى.

ويتابع التقرير، أن “رجوي تأمل في تغيير النظام”، وأنه “من المؤكد أن الاحتجاجات منظمة”، وأن “قوات الأمن تفيد بأن منظمة مجاهدي خلق، ناشطة جدًا وتقودها وتوجهها.”

ويشير التقرير المسرب عن اجتماع خامنئي مع القادة الأمنيين، إلى أنه لا بد لكل المرتبطين بالزعامة الإيرانية، من أن يبقوا متيقظين، وأن يراقبوا الوضع على نحو دائم في مسرح الأحداث، مع تنفيذ أعمال المراقبة، ورفع تقارير إلى مكتب القيادة.”
الجريدة الرسمية