رئيس التحرير
عصام كامل

«عم عربي» صانع غرابيل أبا عن جد.. وابنه الأكبر: المهنة بتموت (فيديو)

فيتو

ورشته أمام منزله، ومهنته توارثها من الأجداد، يفخر بها ويعرف تاريخها، وتغير العصر وانخفاض الإقبال لم يمنعه من تعليم أصولها لابنه حتى يصبح «الأسطى» من بعده.


«عم عربي» رجل في عقده السابع يصنع الغرابيل والمناخل أمام منزله المتواضع بمنطقة السيدة زينب، شهرته واسعة بين أهل المنطقة لدقة ما تصنعه يداه رغم وصوله إلى أرزل العمر.

يقول عم عربي: «شغلتنا كلها بركة وموجودة من زمان، من وقت الفراعنة، ولحد دلوقتي بيحتاج لها العلافون وأصحاب المقالي لكن منخل البيت مات محدش بيشتريه».

وتابع: «متمسك بالمهنة دي لحد دلوقتى عشان المهنة دى خيرها عليا، علمت منها عيالي، ولو سبتها كنت هفشل، والحمدلله بنتي الكبيرة خلصت جامعة موظفة في مدرسة لغات، وابني التاني خلص الجامعة وشغال في البريد.. علمتهم كلهم عشان الصانعة لوحدها ماتنفعش».

أكد «عم عربي» أن نسبة البيع لم تعد كما كانت، ويضطر إلى بيع منتجاته بالأسواق، مثل كرداسة، وسوق الثلاثاء بالمنيب، والإمام الشافعي، والجيزة، وغيرها من الأسواق الكبرى، ويقول: «زمان المنخول كان مطلوبا لأنهم كانوا بيطحنوا الحبوب يدويا وبيحتاجوا ينخلوها، فكان لازم تلاقي في كل بيت منخل، لكن دلوقتي الصين نزلت حجات بديلة موتت الشغل».

أصبح «عم عربي» يعتمد على الولد الأكبر «محمود» في العمل بعد أن شرب الصنعة منذ طفولته، لمساعدته في تعليم إخوته الأصغر.

ويقول «محمود»: خلصت معهد الكمبيوتر، واشتغلت مع أبويا عشان أساعده لأن إخواتي كلهم كانوا في التعليم».

وتابع: «اتعلمتها من صغري جنب الدراسة وبعد ما اتخرجت مالقتش وظيفة فكملت في مهنتي وخطبت واتجوزت من رزقها وعايشين، لكن مش بتوفر كل الاحتياجات خصوصا إني معايا بنتين في المدارس».

وطالب المسئولين الاهتمام بالمهن القديمة التي كادت تنقرض وأن يهتموا بها ودعمها، قبل أن يتركها أصحابها: «نفسي يعملوا مؤسسة، أو رجال الأعمال يتبنوا أصحاب المهن القديمة قبل ما تنقرض».
الجريدة الرسمية