رئيس التحرير
عصام كامل

«مش بس صلاة في المباني».. الجانب الاجتماعي للكنيسة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"الكنيسة إحدى مؤسسات الدولة".. هكذا عبر البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن الدور الاجتماعي الذي تلعبه الكنيسة، فهي ليست فقط مكانا للصلاة، وإنما خرجت للشارع لتتفاعل مع احتياجات شعبها، وتعمل على سداد متطلباتهم.


ومن منطلق دورها الاجتماعي، أطلقت الكنيسة الإنجيلية مبادرة جديدة لمساعدة الفقراء بعنوان "محدش بيبات جعان"، وذلك لدعم ومساعدة غير القادرين، وتنطلق المبادرة من الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط، وتمتد إلى باقي كنائس الجمهورية.

وقال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، تعليقا على المبادرة: إن اسم المبادرة مؤثر جدا، لأن رسالة الكنيسة أن تهتم بالناس وظروفهم.

وأشار رئيس الطائفة الإنجيلية إلى أن خدم الكنيسة تمتد للمجتمع المحيط بها، مؤكدا أن خدمة المجتمع هو جزء أساسي من رسالة الكنيسة.

وأوضح زكي أن الكنيسة تسعى لنشر رسالة المحبة، وتتجاوب مع احتياجات الناس، والمجتمع المحيط، مشجعا باقي الكنائس أن تفتح أبوابها لجميع الناس دون تمييز بناء على جنس أو لون أو دين.

دور الكنيسة الإنجيلية لا يقف فقط عند التقدمات للفقراء، وإنما يمتد دورها المجتمعي إلى التعليم، فقد أنشأت العديد من المدارس الخاصة، ولا يقتصر فيها التعليم على أبناء السنودس فقط، وإنما تستقبل غير المسيحيين.

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أيضا، تلعب دورا اجتماعيا هاما، خاصة منذ تولي البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، البطريركية، حيث يولي اهتماما خاصا بالفقراء، وذلك منذ كان أسقفا بالبحيرة.

البابا دائما ما يؤكد أن قضية الفقر تشغل بال الكنيسة، ويرى أن الفقر يبدأ من الفكر إلى القلب وأخيرا اليد، لذا قرر تخصيص 30% من ميزانية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لدعم الفقراء والمساكين.

وأسس البابا منظومة تدعى "سكرتيرة الرعاية الاجتماعية"، وضع من خلالها خطة تستمر لخمس سنوات، تعمل على خدمة الفقراء بطريقة منظمة عن طريق صدق المعلومات والبيانات، وصدق العلاقات، وصدق العطية.

وفسر البابا تواضروس الثاني، الطريقة التي تدار بها خدمة إخوة الرب -«الفقراء»-، مؤكدا أنها مجال مهم ومعبر عن حقيقة الخدمة في الكنيسة.

وأوضح أنه وضع خطة لمنظومة الرعاية الاجتماعية، لمدة خمس سنوات، مضت منها ثلاث سنوات، وبدأت بالقاهرة ثم الوجه البحري، ثم الوجه القبلي.

وأكد أن الرعاية الاجتماعية، تسير وفق منظومة إلكترونية موضوعة مسبقا، تبدأ بالتسجيل من خلال الرقم القومي، بحيث يكون لكل كنيسة «باسورد»، خاص بإخوة الرب لديها، هذا بخلاف الـ«باسورد»، الخاص بالأسقف، وآخر خاص بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

وشدد تواضروس على أن الكنيسة يجب أن تخدم الجميع في مجالات متعددة، لكن استخدام الرقم القومي يهدف للحماية من الخداع، والتحايل، وهو ما أسهم في توفير 25 % من الاحتياجات كانت مهدرة.

وكشف أن كل طالب للخدمة يسجل بياناته بحيث لا يستطيع الحصول على الخدمة من مكان آخر، مشيرا إلى مرور ثلاث سنوات من تقديم الخدمة، وفي السنة الرابعة سيتم التنسيق مع الجمعيات التي تعمل في هذا المجال، أما السنة الخامسة فسيتم التنسيق مع كل الهيئات التي تدعم إخوة الرب من خارج مصر، موضحا أن أكثر الرعاية الاجتماعية يشارك فيها أكثر من 600 كاهن على مستوى الجمهورية.

وتعتبر الكنيسة الكاثوليكية أكثر نشاطا في مجال الحياة المجتمعية، حيث تؤمن بأهمية التضامن الوثيق بين الكنيسة والمجتمع البشري بأسره، وتركز على كرامة الإنسان وسمو العقل البشري وكرامة الضمير وموقف الكنيسة من المشكلات التي تواجه الإنسان في كل مكان، وتكوين إنسان سليم البدن ونشر الوعي المسيحي تجاه الآخرين، وتدريب العلمانيين من خلال دورات خاصة ليكونوا نواة للوعي الصحي، وتنمية وسائل التوعية الصحية عن طريق الإعلام البصري والسمعي داخل الكنيسة، بجانب الاهتمام بالنظافة كسلوك صحي وحضاري وتشجيع أهالي الأحياء على المحافظة عليها، وتطوير المستوصفات والمستشفيات والعمل على زيادة كفائتها، وإنشاء المزيد منها لعلاج الفقراء والمحتاجين، ومساعدة الأسر الفقيرة لتوصيل الكهرباء والمياه.

وتنشط الكنيسة الكاثوليكية في المجال الاجتماعي بهدف نشر الوعي الثقافي عن طريق (ندوات- مكتبات- معسكرات- رحلات)، ونشر الوعي الديني بعيدًا عن روح التعصب والتنابذ، والاهتمام بمحو الأمية، وإنشاء مدارس والاهتمام بالمؤسسات التعليمية لرفع المستوى الثقافي، وإقامة ندوات أو حتى دورات خاصة لتنوير وتوعية المقبلين على الزواج بأدوارهم في سبيل تكوين أسرة سليمة، واستخدام الجرائد والمجلات ووسائل الإعلام المتاحة لإبراز أهمية أعمال التنمية الاجتماعية والمشاركة فيها.

وتمتد أنشطة الكنيسة الكاثوليكية إلى المجال الاقتصادي، حيث تسعى لتوفير فرص عمل للشباب بقدر الإمكان وإنشاء مكاتب لتوجيههم إلى ذلك، وإقامة دورات لتعليم الحرف للشباب، وإنشاء مشاريع إنتاجية بسيطة، وتقديم قروض للشباب لبدء مشروعات صغيرة، وتقديم المعونة للأسر الفقيرة وتأسيس صناديق للتكافل الاجتماعي، وندوات لتعليم الاقتصاد المنزلي للفتيات ومشاغل للتريكو والأعمال المنزلية، ومعارض لمنتجات الأسر العاملة في الكنائس والمؤسسات.
الجريدة الرسمية