ترامب يساعد ملالي إيران!
لا تتسرعوا وتندهشوا من هذا العنوان.. خاصة أن الجميع يتابع تصريحات ترامب التي يناصر فيها انتفاضة إيران التي مازالت مستمرة حتى الآن، رغم ارتفاع أرقام القتلى واستخدام السلطات الإيرانية القوة المفرطة في مواجهة هذه الانتفاضة.. كما يجاهر ترامب أيضًا بإسقاط نظام الملالي الحاكم في إيران، بينما اختارت الدول الأوروبية أن تتحصن وراء الدبلوماسية مكتفية بمطالبة طهران بحماية حق التظاهر.. غير أن موقف ترامب هذا يمنح الحكم الإيرانى طوق النجاة للخروج من هذه الأزمة الجديدة التي تختلف عن كل الأزمات التي تعرض لها من قبل، سواء في نوعية القوى التي تتصدر الانتفاضة الإيرانية، أو الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها والتي ترمى إلى تغيير النظام الإيرانى كله بتركيبته المعقدة التي يتصدرها المرشد العام..
فإن مساندة ترامب بشكل واضح وسافر يمنح حكم الملالى الفرصة في اتهام الانتفاضة بأنها مؤامرة أمريكية مدبرة ومخططة! وذلك لن يمنح حكام الملالى فرصة تشويه هذه الانتفاضة الشعبية أو إخفاء أسبابها الحقيقية والتي تتمثل في معاناة الطبقات الأقل قدرة اقتصاديًا في وقت ينفقون فيه على مخططاتهم الخارجية، وإنما موقف ترامب يمنح حكام إيران فرصة أكبر في احتواء هذه الانتفاضة، من خلال تخويف مزيد من الإيرانيين على المشاركة في هذه الانتفاضة حتى لا يصيروا خونة لبلادهم.
على كل حال فإن ما يحدث في إيران الآن سوف تكون له تداعياته الإقليمية الكبيرة والواسعة سواء نجحت هذه الانتفاضة الإيرانية حتى ولو جزئيًا أو أخفقت.. فإن القدرات الإيرانية في التدخل في شئون المنطقة، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن أو غيرها سوف تتأثر سلبًا بالقطع.. وهذا التأثر سوف يتحدد نطاقه وحجمه تبعًا لحجم هذه الانتفاضة الإيرانية.
