جوز الست
"أحمد عبد الله" -بائع فول- مواطنٌ مصريٌ شريفٌ لم ينتظر وظيفةً ولم يلجأ إلى أعمالٍ هامشيةٍ لا تقدم شيئًا للمجتمع.. اختار أن يعمل بشرف وأمانة.. اشتري عربة فول واختار موقعًا لا يضايق أحدًا ولا يُعطل طريقًا.. يحرص على نظافة المكان الذي يبيع فيه بضاعته.. عشر سنوات وهو في شارع الدقى.. لم يشكُ منه أحد ولم يضايق أحدًا ولم يكن في يومٍ من الأيام مصدر قلقٍ أو شكوى.
فوجئ بقوةٍ من مباحث الدقي تطارده وتطرده بلا رجعة.. حاول أن يُثنى القوات التي جاءت لتنفيذ الأوامر حسب قول أحدهم.. تساءل الرجل عن السبب.. والسبب كما سردوه له أن "الست بسمة وهبة" ترفض بقاءه في مكانه والست "بسمة" لمن لا يعرف هي إعلامية "بفلوسها" في قناة القاهرة والناس تتحدث كثيرًا عن البسطاء والمطحونين وتستضيف نجومًا كبارا وترى في نفسها أنها إعلامية ومن حقها أن تفعل ذلك طالما أنها تظهر مثل كثيرين على الشاشات.
ترك الرجل مكانه باكيًا فهو لم يظلم أحدًا ولم يسرق أحدًا ولم يؤذِ أحدًا.. فقط يريد أن ينفق على أسرته من طريق حلال.. لجأ الرجل البسيط إلى إعلام المقهورين والمظلومين فقال مظلمته للإعلامية اللامعة "رشا نبيل" على قناة دريم وفضفض دون أن يجرح أحدًا متسائلا: "كيف أنفق على أولادي من طريق حلال"؟!.
انتقلت الأمور إلى مواقع التواصل الاجتماعي.. تعاطف الناس مع "أحمد" ووجدت الست "بسمة" نفسها في موقف لا تحسد عليه خاصةً مع تعاطف الجماهير مع حالة "أحمد".. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل انتقل سريعا للنيل من "رشا نبيل" لأنها أتاحت للرجل فرصة التعبير عن مظلمته وفوجئت "رشا" ببلاغ أمام النائب العام يتهمها بازدراء الأديان.. تضامن "علاء عابد" مع مقدم البلاغ لينال من "رشا" التي تجرأت وأتاحت فرصة أمام مظلوم.
و"علاء عابد" لمن لا يعرف هو "جوز الست" بسمة وهبة ويشغل في غفلة من الزمن موقع رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان ومن المعروف دوليا ومحليا أن أول حقوق الإنسان فرصة عمل وأيضا الحق في الحياة.. "جوز الست بسمة " كان ضابطًا وفصلوه من جهاز الشرطة المصرية الذي يتطهر من كل من يسئ إليه أو ينال من كرامته وقد نال علاء من كرامة جهاز الشرطة فكان جزاؤه الفصل من الخدمة.
القصة لم تنته بل ستواصل مزيدا من الدهشة ليتساءل المواطن العادي عن المعنى الحقيقي لمفاهيم حقوق الإنسان وما يمكن أن تؤول إليه الأحوال إذا ما ظل أمثال "علاء عابد" في هذا الموقع.. هل أساء "علاء" إلى موقع ظل لسنوات طويلة في عرف المصريين ملجأ لكل مظلوم؟.. أتصور أن السيد "علاء عابد" جوز الست "بسمة" قد جانبه الصواب فيما ذهب إليه وأظن أن التاريخ سيسجل للأجيال القادمة أن القضية ليست في "عربية فول" وإنما تتعدى ذلك إلى مساحات استغلال النفوذ!!