رئيس التحرير
عصام كامل

المدارس الحقلية.. مبادرة لمحو أمية الفلاحين وزيادة الإنتاج (صور)

فيتو

أدخلت وزارة الزراعة تطورا جديدا للإرشاد الزراعي استوحته من التجربة الإندونيسية، تحت مسمى المدارس الحقلية، تعتمد على البحث والتكوين فيما بين المزارعين بقصد تحسين الإنتاج، والقضاء على الأمية.


وهي ليست فصلا دراسيا أو بناء مدرسيا، إنها مدرسة بلا جدران على مستوى المزرعة، لتحفيز الابتكار على الصعيد المحلي من أجل ضمان التنمية المستدامة للزراعة.

وتعتمد على المقاربة التشاركية في تنفيذها باستعمال أحدث الطرق والأساليب الزراعية الصحيحة والحديثة المؤدية إلى إنتاج أفضل كمًا ونوعًا مع المحافظة على البيئة وتخفيض تكاليف الإنتاج، وتستمر المدرسة الحقلية لموسم زراعي كامل أخذا بعين الاعتبار للدورة الزراعية.

ولجأ الدكتور سعد نصار، محافظ الفيوم الأسبق، إليها لحل مشكلات الأمية بقرى المحافظة التي وصلت في وقته 57%، فأنشأ فصولا من الخوص وأشجار النخيل، وبدأ في تعليم الفلاحين القراءة والكتابة، ثم رفع المستوى الثقافي حتى بلغ عدد هذه المدارس 2020 مدرسة حقلية التحق بها 48 ألف مزارع ومزارعة، منها 500 مدرسة للسيدات التحق بها 10650 مزارعة، وتدرب بهذه المدارس 550 فلاحة على الصناعات البيئية مثل صناعات سعف النخيل والسجاد والمفارش اليدوية، بالإضافة إلى التدريب على كيفية مكافحة الآفات وزراعة المانجو والعنب والموالح والمشمش والزيتون والفول البلدي.

وقالت شادية عجمي، مسئول المدارس الحقلية بمركز أبشواي، إن الأهداف العامة لهذه المدارس تقديم الوسائل اللازمة لتطوير الخبرات وكفاءات الفلاحين، مما يساعدهم على تطبيق الممارسات التقنية الجيدة لتحسين المحاصيل الزراعية، باختيار البذور المختارة والأسمدة الفعالة وطرق الري الكافية، وإتقان استعمال المبيدات اللازمة، والمحافظة على البيئة.

كما تسعى المدارس إلى تقوية مهارات وحل المشكلات واتخاذ القرار المناسب لحل المشكلات التي تواجه الفرد، وهي تشكل فرصة للفلاحين لتكوين تعاونيات وجمعيات للعمل سويا على العديد من المواضيع المتعلقة بالزراعة كالتثمين والتسويق، والحصول على الاحتياجات اللازمة للزراعة.

وأضافت شادية، أن الفكرة لاقت قبولًا واسعًا لدى المزارعين، خاصة السيدات، لأنها لم تقتصر على تعليم القراءة والكتابة فقط، بل امتدت إلى زيادة المخزون الثقافي لدى الدارسين والدارسات، واهتمت إدارة المدارس الحقلية بالمحتوى المقدم للدارسين، وحرصت أن يحصلوا على معلومات في شتى العلوم "فن – ثقافة – أدب – زراعة – هندسة وراثية - طب – فلك – رياضة"، لإيمان أصحاب فكرة المدارس الحقلية بأن المزارع المثقف أفضل كثيرًا من المزارع الذي يجيد القراءة والكتابة، ولا يلم بما يدور من حوله.

وأكدت مسئولة المدارس الحقلية بأبشواي أن محو أمية القراءة والكتابة كانت تعد عاملًا ثانويًا، وقالت: "تركنا الدارسين والدارسات يتعلمونها من تلقاء أنفسهم لحبهم للمعرفة والاطلاع".

واضافت أن هذه المدارس "خلقت فلاحة جديدة تؤثر في المجتمع وتتأثر به، بعد أن أصبحت عنصرًا فعالًا في الأسرة، وأدى عملها في الصناعات اليدوية (الخوص، الخزف، الفخار، منتجات النخيل، منتجات البيئة) إلى رفع مستوى دخل الأسرة، ونقلت الفلاحة مستوى معيشتها إلى مستوى أرقى، خاصة أن بعضهن طورن إنتاجهن ليصدر إلى الخارج منتجات السعف والخزف والفخار".

يذكر أن نجاح التجربة في الفيوم أدى إلى انتشار هذا النوع من المدارس (مدارس الخوص أو المدارس الحقلية) في معظم محافظات الوجه البحري.
الجريدة الرسمية