محمود تيمور يكتب: إحسان الذي أعرفه

في مجلة الجديد عام 1973 كتب محمود تيمور مقالا قال فيه :

"توطدت صلتي بالكاتب الروائي الصحفي إحسان عبد القدوس "ولد في الأول من يناير 1919" في نادي القصة، كان يطربنا في جلساته الأدبية بحلو طرائفه وفكاهاته فيعيد إلى الذاكرة شخصية والده محمد عبد القدوس الذي تعرفت عليه في جمعية أنصار التمثيل التي كنت من الهواة المنتمين اليها".

وتابع: "إحسان نسخة من والديه ومابينهما من فروق سوى عامل التطور، وقد استقى احسان من والدته الشهرتين في التمثيل والصحافة، فأصبح احسان ابن الفن الاصيل لوالديه على السواء.. اتم احسان دراسة الحقوق..ولم يقصد المحاماة ولا القضاء..وإنما كان يقصد ميدان الصحافة والأدب، ثم تألق في مجلة روز اليوسف بأسلوبه الشخصى الجذاب وكان محط اعجاب شباب مصر والوطن العربى".

وأضاف: "أثار بعض النقاد جدلا حول أدب إحسان عبد القدوس زاعمين أنه نوع من أدب الجنس، أو الأدب المكشوف، والحق أن قضية آداب الجنس قضية أدبية عالمية.. لم تهدأ فيها المناقشة وليس في أدب الجنس ما نعيبه مادام صاحبه التزم بمقومات الفن الإنساني الأصيل، كما أن المؤلف الذي يتخذ من الجنس وسيلة للإثارة الحسية وحسب ليس عمله الفن في الصميم".

واختتم "تيمور" مقاله قائلا: "أدب احسان لا يرقى الشك إلى أنه ادب فنى مكشوف كان أو غير مكشوف.. فهو ادب الشباب يخاطب وجدانه ويلمس عواطفه.واحسان بمجموعاته القصصية المتنوعة يخوض موضوعات تعكس أهداف العصر القومية والاجتماعية.. ولا ننسى لاحسان أنه كان قبيل الثورة ممن دقوا اجراسها، وتابعوا قافلتها".