عبير أحمد.. حكاية ربة منزل أثرت في «التربية والتعليم» (صور)

كباقي الأمهات كانت تسير حياتها بين مسئوليات المنزل وواجباتها نحو أطفالها الثلاثة، إلا أن هناك هاجسا كان يؤرقها طوال الوقت حول مصير أبنائها في ظل المشكلات التي تلمسها بمدارسهم.

كان هذا الهاجس بمثابة الدافع لكي تبحث "عبير أحمد"، مؤسس اتحاد أمهات مصر، للنهوض بالتعليم عن أولياء الأمور الذين يؤرقهم نفس الشيء، فكانت انطلاقتها في منتصف مارس عام 2016 مع تأسيس اتحاد أمهات مصر، ونشر فكرة أن يكون هناك تجمع لأولياء الأمور لإعلان رفضهم للوضع الذي وصلت إليه العملية التعليمية، وتدني الحالة التي أدت إلى تخريج دفعات من المتعلمين دون المستوى المطلوب، وانتشار العديد من السلبيات في المدارس، وكثرة الانحرافات الأخلاقية، ما يعني تهديد مستقبل أبنائهم الطلاب.

الحملة التي انطلقت عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" سبقتها إرهاصات كثيرة على مدى عامي 2014 و2015 من خلال محاولات رصد تجاوزات ومخالفات المدارس الخاصة، والتواصل مع وسائل الإعلام عن طريق منسقي الحملة، وعرض تلك المخالفات لدق ناقوس الخطر في هذا الاتجاه.

تحولت "عبير أحمد" من مجرد ربة منزل إلى وسيط بين أولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم ولجنة التعليم في مجلس النواب، من أجل توصيل رؤية الآباء والأمهات حول المنظومة التعليمية، وحدث ذلك من خلال الحملة التي انطلقت في منتصف مارس 2016، وتوسعت الحملة مع إرسال العديد من الرسائل إلى القيادة السياسية تحمل شكاوي أولياء الأمور ورصدهم لأبرز المشكلات التي تعاني منها المدارس، ما دفع الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم السابق إلى عقد مؤتمر موسع مع أولياء الأمور في أول أبريل 2016 من أجل مناقشة شكواهم والتعرف على رؤيتهم.

تقول "عبير": "منذ ذلك التاريخ أصبح لأولياء الأمور ولاتحاد أمهات مصر تواجد في المحافل التعليمية ودوائر صنع القرار، فحضر ممثلو الاتحاد جلسات الحوار الوطني للتعليم التي عقدت في البرلمان وبدأت في 8 نوفمبر 2016، وجرى تواصل مع الدكتور طارق شوقي وزير التعليم الحالي وقت أن كان أمينا للمجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية، وتوطدت العلاقة مع لجنة التعليم ممثلة في رئيسها الدكتور جمال شيحة ووكيلها اللواء هاني أباظة، وعضو اللجنة الدكتور إبراهيم حجازي لتبادل الرؤى حول مشكلات التعليم".

وتابعت أن الأمر تطور وتواجد ممثلو أولياء الأمور في مؤتمر الملهم الذي عقد في 16 نوفمبر 2016 بالمجلس الأعلى للثقافة، وكذلك حضور المؤتمر القومي للتعليم الذي عقد تحت رعاية المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء واستمر على مدار يومي 21 و22 نوفمبر 2016، وتم انسحابنا من المؤتمر اعتراضًا على عدم منحنا الفرصة الكاملة لعرض مشكلاتنا ورؤيتنا في حلها.

وخلال عام 2017 كان لاتحاد أمهات مصر نشاطا مكثفًا، حيث حضر مؤتمر أصحاب المدارس الخاصة لمناقشة التعديلات المقترحة على القرارات المنظمة للتعليم الخاص، وحضور مؤتمر الحوار الوطني للتعليم الذي نظمته مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وفي أول أبريل 2017 نظم الاتحاد تدريبًا لأولياء الأمور على كيفية صناعة المناهج وتم بالتعاون مع شركة ديسكفري العالمية وبنك المعرفة المصري، وفي 27 أبريل كان للاتحاد حضور لافت في مؤتمر وزارة التعليم للإعلان عن الاستعدادات النهائية لامتحانات الثانوية العامة الماضية.

وفي 8 مايو كان الاتحاد أيضًا حاضرًا في مؤتمر وزارة التربية والتعليم " التعليم.. نحو حلول إبداعية" بالإضافة إلى العديد من المؤتمرات واللقاءات الأخرى خلال 2017.

وحققت حملة أولياء الأمور عددا من الأهداف التي كانت تسعى إليها خلال العام المنقضي، ومنها خروج مادتي الرسم والحاسب الآلي من المجموع، واعتبار امتحانات الميدتيرم تدريبية، وتحويل الصف السادس إلى سنة نقل عادية وإلغاء مسمى الشهادة الابتدائية.

وتؤكد "عبير" أن أجندة عمل اتحاد أمهات مصر مليئة بالفعاليات والمؤتمرات المهمة المتعلقة بملف التعليم.