عام لا ينسى!
من المؤكد أن مصر شهدت خلال عام 2017 الكثير من الأحداث التي تجعله عاما لا ينسى على كل المستويات سياسية واقتصادية وأمنية واجتماعية، ولكن يبقى الشيء الأهم هو ما يرتبط بحياة المواطن اليومية بالمأكل والملبس والمشرب والدواء، والذي شهد أرقاما قياسية في الأسعار، حتى معدل التضخم نفسه وصل لأرقام قياسية، أصبح يضرب بها المثل في الاقتراب من الخطر، ورغم ذلك الحكومة كانت تردد بكل شجاعة وايثار وإنكار للذات أننا نسير في الطريق الصحيح، وأن الخير قادم، وأن عام 2018 بداية الانفراجة وجنى الثما،ر كما أكد جميع وزراء الحكومة وأن معدلات عام 1017 لن نراها مرة أخرى، وأنه إذا كان هناك إنجاز تحقق فهو بفضل صبر الشعب المصرى وتحديه للأزمات، ونحن هنا لا نعارض الحكومة في إشادتها بصبر الشعب المصرى فهذه حقيقة.
ما نريد أن نذكر به الحكومة مع بداية العام الجديد أن تفى بوعدها للشعب المصرى الصابر أن العام الجديد سيحمل كل الخير، وأن العام الذي سيبدأ أول أيامه غدا سيشهد رقابة حقيقية على الأسواق، ولن نشهد مزادات على السلع كما كان يحدث، وأنه سيكون هناك اهتمام حقيقي بالرعاية داخل المستشفيات، وأننا لن ننتظر 15 عاما حتى يتم تطبيق قانون التأمين الصحى بشكل متكامل، ونحصل على خدمة طبية متميزة، وأنه سيتم إعادة النظر في أسعار الكثير من الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن، وأنه لن يتم رفعها بشكل عشوائى كما حدث مع بداية هذا العام. وأن الحكومة إذا كانت فشلت في مواجهة أصحاب المدارس الخاصة مع بداية العام الدراسى، وتركتهم يفعلون بأولياء الأمور ما يريدون في وضح النهار فلن تتركهم هذا العام يفعلون ما يحلو لهم بأصحاب "جيوب خاوية"، وستتصدى بكل قوة لهم مع بداية العام الدراسى الجديد، أيضا ستبذل الحكومة كل ما في وسعها لعودة الانضباط في المرور، ولن تترك رواد الدائرى والمحور يتناولون الثلاث وجبات داخل السيارة قبل الوصول إلى هدفهم المنشود.
وأن تعد الحكومة المواطنين أنها ستسمع بأذنيها وليس أذن واحدة مشكلات المواطن اليومية، وصراخه من ارتفاع أسعار اسطوانة البوتجاز، وعلبة دواء الضغط والقلب والسكر والشلل الرعاش، وانتشار القمامة أمام المدارس والمستشفيات وبجوار الأماكن الأثرية. وأنها ستكون أكثر تقديرا لمشكلات المواطن اليومية، وسترفع شعار الشركات الأجنبية "الزبون دائما على حق" وليس شعار الحكومة الأزلى "ادفع وبعدين اشتكى"، نريد أن يشهد العام الجديد بداية علاقة مختلفة بين المواطن والحكومة، فهو دائما على حق، وأن تعمل دائما من أجل هذا المواطن، فهل يتحقق هذا مع بداية العام الجديد الله أعلم؟.