شركاء الجناة في جريمة حلوان!
لا تنقص جمجمة الإرهابي أي أفكار متطرفة كي تشحنه في طريق واحد وفي اتجاه معين ليرتكب الجرائم واحدة تلو الأخرى.. فعنده من شيوخ وأمراء جماعته ومراجعها ما يكفي.. علموه أن المجتمع كافر وبالتالي قتاله حلال.. حتى لو أفهموه أن ذلك لا يعني أن كل فرد كافر.. بل لابد من فتوى من "شيوخهم" لكل حالة منفردة إلا في حالة غير المسلمين، فالفتوى على إطلاقها! وعلموه أن قتال العدو القريب -الحاكم وجنوده وأحيانًا المجتمع- أولى من محاربة العدو البعيد -إسرائيل وأمريكا مثلا- لأن العدو القريب يمنع فريضة الجهاد ويساند أعداء الله!
كثيرة هي الأفكار الخاطئة.. الكارثية.. التي تؤذي -أول ما تؤذي- الإسلام نفسه.. ومع ذلك.. ورغم ذلك.. يأتي المدد من شيوخ الفتنة يوزعون الكفر والإيمان هنا وهناك.. وإن كان ذلك يمكن حدوثه في مساجد تحت وضع يد المتطرفين وهي معروفة بالاسم إلا أن المدهش أن هذه الفتاوى تنطلق من قنوات فضائية لها أصحاب وملاك ومديرين ومديرو برامج ورؤساء تحرير! بل إن المأساة أن ذلك لا يمر اعتباطًا على كل هؤلاء بل أحيانًا يحدث بمعرفتهم وبأوامرهم رغبة في لفت الأنظار وتحقيق مشاهدات مرتفعة على شاشاتهم وعلى شبكات التواصل!
وبينما ذلك يحدث يخرج من يهين رموزًا تاريخية بتزييف الوقائع واختلاق الأكاذيب وبالإهانات المباشرة الجارحة البذيئة سليطة اللسان وليس بالنقد أو الانتقاد ولا التحليل ولا حتى الرفض لتاريخهم بأدلة مقنعة.. مما يعطي الانطباع بأن الدولة تريد ذلك.. ليكون ذلك مبررًا لديهم لتعود الأسطوانة القديمة وهي "أن كل ذلك يتم بفعل المؤامرة الصليبية الصهيونية الشيوعية الدولية العالمية الإمبريالية إلخ"، والتي لا تجد تنفيسًا لها إلا بالعنف تجاه غير المسلمين!
ثم وجد هؤلاء وأولئك من يطالب بإلغاء أحكام الإعدام والتشكيك في المحاكمات المدنية!! لتكتمل دائرة التحريض والتبرير والدفاع والفعل! كل هؤلاء مكانهم الطبيعي مع الإرهابي المقبوض عليه! فاعلون أصليون وشركاء! وإلى حين يقظة من يعنيهم الأمر.. في كل مكان!