أستاذة بجامعة ليستر: التعليم الجيد قادر على مواجهة الإرهاب
أكدت الدكتورة هالة سليط الأستاذ بجامعة ليستر البريطانية، والمتخصصة في مجال تدريب وتأهيل المعلمين والقيادات المدرسية أن تدهور أوضاع التعليم وتدنى مستواه هو السبب الرئيسي في انتشار الأفكار المتطرفة وأن مواجهة الإرهاب تبدأ أولًا من خلال التعليم.
وأضافت، في تصريحات خاصة، أن النظرة العميقة للأحداث التي شهدتها البلاد منذ عام 2011 وحتى الآن، والثورتين في 25 يناير و30 يونيو مرورا بحكم جماعة الإخوان والأحداث الإرهابية والأوضاع المبركة التي مرت بالبلاد تؤكد أن التعليم هو العامل الرئيسي في كل ذلك.
وتابعت: "فمصر دائما كانت بلدا حضارية، وقد تعلمت بمدارس حكومية، ولم أر مايحدث الآن، و30 عاما في تاريخ أي أمة فترة قليلة على كم الانحدار الذي نتج خلال الثلاثين عامًا الماضية قبل 2011، وكل الأزمات التي نعاني منها ترجع لفشل التعليم، وتغير فكر المعلم، فالتعليم ليس فقط تغيير مناهج دراسية، ولكن الأهم هو تغيير منهج الفكر".
وأردفت: "إنه من المحزن حقًا حالة التغريب التي يعيشها العديد من المصريين وفقدان الهوية المصرية فتجد الكثيرين يسخرون من لغتنا العربية ولهجتنا المصرية ويتباهون بأنهم يتحدثون لغة أخرى أو حتى بعضهم يتجمل بالنطق باللهجات الخليجية أو اللبنانية، ومن أسباب ضياع الهوية التعليم وعدم إدراك القائمين عليه بأهمية ترسيخ الإحساس بالهوية في نفوس الطلاب الصغار، فالجهل لا يعني عدم الحصول على شهادة فقط، ولكنه يعني أمية الفكر، وهناك جهل الوعي، وجهل الوطنية والهوية، وجهل التفكير جمع بين المتعلمين وغير المتعلمين.
وأردفت: "منذ عام 2013، بدأت أنظر للأزمات في التعليم المصري من منظور أكبر وأعمق، واكتشفت أن سبب الأمراض والإهمال وفشل التعليم على مدار أكثر من 30 عاما وكل الأزمات في مصر هو مرض جهل الفكر، وأن التعصب والفتن والإرهاب كل ذلك ناتج عن غياب الوعي، وبدأت التفكير في المنظومة التعليمية بأنها أكبر من المدرسة، وفي القرن الـ21 لم يعد التعليم قاصرًا على المدرسة فقط، فقد أصبح تأثير المجتمع على فكر الطفل أكبر من تأثير المعلم عليه، وانحدر مستوى المعلمين، أصبحت المناهج عقيمة لا تنتج جديدًا، ولا تواكب التغيرات التي حدثت في العصر الحديث، والمناهج في مرحلة التعليم الأساسي جمدت فكر الطلاب وجعلتهم غير مؤهلين للدراسة الجامعية، وبدأنا الدخول في حلقة من الفساد التعليمي."
وقالت: "ففشل التعليم أدى لإنتاج منظومة أكثر فشلا في قطاعات أخرى، وأصبح تدهور المجتمع من نتائج تدهور التعليم، والمجتمع تحول فيما بعد إلى سبب من أسباب فشل المنظومة التعليمية، لنتحول إلى دائرة مفرغة من الفشل.