رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية أسرة تبحث عن قوت يومها من صناديق القمامة بالإسكندرية (صور)

فيتو

«احمد ربنا غيرك بياكل من الزبالة» جملة تكررت على أسماعنا ويرددها بعض الآباء لتعليم الأبناء القناعة والرضا بما قسمه الله، ولم يكن يخطر ببالنا يوما أنها ليست مجرد جملة تقال، بل أصبحت واقع تعيشه بعض الأسر المصرية الفقيرة في الكثير من الميادين والشوارع الرئيسية، لجمع القمامه من الصناديق؛ لتوفير احتياجاتهم والإنفاق على أبنائهم من الظروف الاقتصادية التي تحيط بهم، بحثا عن الحياة مثل باقي البشر.


«أجمع المخلفات الصلبة والكراتين من صناديق الزبالة علشان ءأكل أولادي» بهذه الكلمات بدأت "عصمت محمود سعد" ٣٢ عاما، حكايتها مع جمع القمامة؛ للبحث عن لقمة العيش لإطعام أبنائها ومساعدة زوجها، في العمل وتوفير احتياجات أسرتها وشقيقها المريض في الإسكندرية.

وقالت: "لقمة العيش صعبة، ولدي طفل أقوم برعايته، لاستكمال تعليمه، ومساعدة زوجي في العمل، والذي انتظر سنوات كثيرة للبحث عن العمل، إلا أنه لم يجد أي فرصة للعمل، ولجأت للعمل في أحد المحال التجارية والمطاعم من قبل، ولم أستكمل بسبب مرض زوجي وعلاجه، ومن ثم العمل على جمع المخلفات الصلبة والكراتين من صناديق القمامة؛ لمساعدة زوجي وتربية نجلي.

وأضافت عصمت، أن ظروف الحياة الاقتصادية للأسرة، لم تسمح لنا بالحصول على مسكن لحمايتنا، بل نلجأ إلى الجلوس على الأرصفة، وبناء كشك خشبي؛ للسكن فيه، لحمايتنا من برد الشتاء، وأحيانا عند والدتي التي تسكن بغرفة صغيرة بإحدى المناطق الشعبية، إلا أننا لم نتلق أي دعم من المسئولين، فنحن بحاجة إلى مسكن لحمايتنا من برودة الطقس، وخطورة الشارع الذي نتعرض له باستمرار.

وأشارت، أن لديها شقيقها الأكبر يعاني منذ طفولته بتجمع دموي بالمخ، ويحتاج إلى كثير من الرعاية والعلاج، في ظل غلاء المعيشة، وعدم قدرتنا على توفير العلاج الذي يحتاجه، وليس لدينا تفاؤل بعام ٢٠١٨، فهو لن يمر علينا بجديد، في ظل هذه الظروف وغياب الوعي لدى الحكومة بحاجة أمثالنا من الفقراء، بل هو مثل أعوام كثيرة وكثيرة، مرت علينا دون أي تغيير، فغلاء الأسعار بلا حدود والمعيشة صعبة، والإهمال الذي نعيشه من جانب الحكومة مستمر.

وطالبت عصمت، المسئولين بالدولة والحكومة الحالية بالنظر إلى الفقراء ومحدودي الدخل، وتوفير مساكن لهم وتوفير حياة آدمية لحمايتهم من الحاجة، بدلا من المعاناة والفقر والذل الذي ينهشهم في غياب المسئولين من الحكومة والدولة.
الجريدة الرسمية