أين التربية الدينية؟
الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع في كنيسة مارمينا بحلوان كشف العديد من أوجه القصور التي ينبغي مراجعتها وتلافيها، فنظرة سريعة على مرتكب هذا الحادث تكشف لنا العديد من السلبيات التي ينبغي علينا تداركها، فالإرهابي الذي قام بالعملية الإرهابية وحسبما نشر عنه شارك في العديد من الأعمال الإرهابية، حيث تزعم عملية إرهابية استهدفت "ميكروباص شرطة" بحلوان، ونفذ عملية إرهابية على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف، ونفذ حادث تعد على إحدى المقاهي بقرية العامرية بدائرة مركز العياط، مما أسفر عن مصرع 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، نظرًا لقناعته بتكفير لعب "الطاولة" بالمقاهي، كما نفذ حادث التعدي على منفذ تحصيل الرسوم بالطريق الإقليمي بمركز العياط في الجيزة، وقتل مواطنًا واستولى على سيارته بحلوان في القاهرة.. ومؤخرًا نفذ عملية محاولة استهداف كنيسة مارمينا بحلوان في القاهرة، مما أسفر عن استشهاد أمين شرطة و6 مواطنين وإصابة 4 آخرين.
وهذا العدد الكبير من العمليات الإرهابية يكشف العديد من أوجه الخلل الاجتماعي والأمني والثقافي، فأين دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية في التنشئة الاجتماعية السليمة، أين مساجدنا ومدارسنا وجامعاتنا وكنائسنا من مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تحرمها جميع الأديان، وما دور مادة التربية الدينية أو حصة الدين في المجتمع؟ وأين أجهزة الدولة ومؤسساتها الأمنية من هذا الإرهابي الذي قام بالعديد من العمليات الإرهابية ومع ذلك لم يتم التصدي إلا أمس؟ أين دور وزارة الثقافة ومؤسساتها من كل ذلك، أين دور رجال الدين وعلماء الاجتماع والتربية من كل ما يحدث؟ لأن المعالجة الأمنية وحدها لم تعد كافية.