«مأساة بنت اسمها رنا»..فقدت براءتها على يد زوج الأم
داخل إحدى المدارس الثانوية بمدينة نصر، جلست الفتاة الشابة مضطربة زائغة العينين، وعلى وجهها ارتسمت علامات حزن شديد.. كانت شاردة الذهن وكأنها تعيش في عالم آخر، لدرجة أنها لم تشعر بدخول مدرستها إلا بعد أن نبهتها زميلتها.. يوما بعد يوم ازدادت عزلتها، وتضاعف شحوب وجهها، وتلاشت نضارته واختفت روحها المرحة، وأصبحت وحيدة منعزلة لا تتحدث مع أحد.. لاحظت الأخصائية الاجتماعية حالتها، واستدعتها أكثر من مرة لتسألها عما حدث، وعن أسباب همها وحزنها، وفى كل مرة كانت ترفض الحديث.. في المرة الأخيرة، انهارت الفتاة وانخرطت في بكاء مرير..
هدأت الأخصائية من روعها، وطلبت منها أن تخرج ما بداخلها، فقصت رواية أغرب من الخيال، دفعت الأخصائية الاجتماعية لإبلاغ الأجهزة الأمنية للتحقيق فيها.. ترى ماذا قالت الطالبة، وما الجريمة التي تعرضت لها، ومن المجرم الذي دمر حياتها؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها محقق “فيتو” في السطور التالية كما جاءت على لسان الطالبة.
تقول الفتاة: “اسمى رنا وعمرى 16 عاما.. كنت أعيش مع أبى وأمى وشقيقتى حياة هانئة مستقرة، كنت أحلم مثل كل فتاة بمستقبل مشرق بعد استكمال تعليمى، وفجأة عرفت الخلافات طريقها إلى منزلنا المستقر، وكثرت المشكلات بين أبى وأمى إلى أن انتهت بالطلاق، لم تضيّع أمى وقتا، وتعرفت على رجل يصغرها بنحو 10 سنوات، وسرعان ما تزوجته، وانتقلت أنا وشقيقتى لنعيش مع أمى في بيتها الجديد بمنطقة عزبة الهجانة.
وأكدت الفتاة أن زوج أمها رجل سيئ السمعة، وبعد فترة قصيرة استطاع أن يسقط والدتها في مستنقع الرذيلة، واعتاد جلب راغبى المتعة من الرجال لينهلوا من جسدها في وجوده مقابل المال، وكانت الأم لا ترفض له طلبا ولا تعصى له أمرا.. وأضافت “رنا”: فوجئت بزوج أمى يتعامل معى بشكل غريب، ويتفحص جسدى بنظراته الشهوانية، وأدركت أنه يرغب في اغتيال براءتى.. ومع الوقت راح يمتدح جمالى، ويحاول ملامسة أماكن حساسة من جسمى، وتطور الأمر إلى أن طلب منى صراحة ممارسة الحب معه.. رفضت بشدة ونهرته وشكوته لأمى، ولكنها أجابتنى بصمت مريب!!
صمتت الفتاة قليلا، وتهدج صوتها بالبكاء قبل أن تستطرد: “ذات ليلة وأثناء نومى أنا وشقيقتى، فوجئت بزوج أمى يدخل علينا ودون مقدمات انقض علىّ محاولا تجريدى من ملابسى واغتصابى.. قاومته بكل قوة وتعالت صرخاتى حتى استيقظت أمى وحضرت مسرعة.. في لحظات انهال الذئب علىّ ضربا متهما إياى بسوء السلوك، وأننى على علاقة بعدد من شباب المنطقة، في محاولة منه لتبرير تواجده بغرفتي، ثم اصطحب والدتى معه وخرجا وتركانى في حالة انهيار تام، ثم كانت الطامة الكبرى، عندما اقتحم زوج أمى غرفتى على مرأى ومسمع منها، وأغلق الباب خلفه وشل حركتى واغتصبنى بوحشية بعلم والدتى التي كانت تقف أمام الباب لمنع شقيقتى الصغرى من محاولة إنقاذى من بين أنيابه.. هنا توقفت رنا عن الحديث بعد أن انخرطت في نوبة بكاء ونحيب شديدين.. بعد أن استمعت الأخصائية الاجتماعية لتلك التفاصيل، اصطحبت رنا إلى قسم الشرطة، وقدمت بلاغا تتهم فيه زوج والدتها باغتصابها بموافقة الأم.
بعد تقنين الإجراءات ألقى القبض على الأم وزوجها، وفى التحقيقات فجرت الأم مفاجأة من العيار الثقيل قائلة: “زوجى الجديد أقنعنى بالعمل في الدعارة، ثم أقنعنى بتجنيد رنا وإسقاطها معنا في ذلك المستنقع، واستغلال صغر سنها في تحقيق مكاسب سريعة.. واتفقت أنا وزوجى على أن يتزوجها هو بعقد عرفى حتى تفلت من رجال المباحث حال القبض عليها، ولكنها رفضت بشدة وازدادت إصرارا وعنادا، فكان من الضرورى “كسر عينها” واغتصابها، لذلك ساعدت زوجى في تنفيذ جريمته البشعة، ظنا منى أن هذا هو الحل الوحيد لإجبارها على الزواج العرفى، ومن ثم العمل في الدعارة”..
أما زوج الأم فقد اعترف بجريمته، مؤكدا أن الشيطان لعب بعقله وزين له اغتصاب الفتاة الصغيرة منذ دخولها إلى منزله، وهو ما حدث بمباركة ومساعدة أمها، وأنه كان يخطط لتجنيدها في شبكة دعارة.. وعن زواجه منها قال إنه اعتقد أن العقد العرفى سيمنع رجال مباحث الآداب من القبض عليها في حالة ضبطها متلبسة مع زبون، ولم يخطر على باله أنه بهذا الزواج سيرتكب جريمة أخرى هي الجمع بين الأم وابنتها في عصمته.. وبعد انتهاء التحقيقات أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمين إلى المحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات.