رئيس التحرير
عصام كامل

انتقام بـ«سلك عريان».. الأب حرمهن من الميراث.. و«هانم» تكشف مخطط الأزواج للتخلص من «خالد».. الجناة استعانوا بـ«كهربائي» لإعداد «فخ الموت».. والتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

وقف «خالد» في سرادق العزاء يتلقى مواساة الأقارب والأصدقاء في وفاة والده، بينما تجمعت شقيقاته الثلاث داخل منزل العائلة، وقد اتشحن بالسواد حزنا على الأب الراحل.. بعد مرور عدة أيام اجتمع الأشقاء الأربعة، وأزواج البنات الثلاثة، لبحث كيفية تقسيم الميراث والبدء في إجراءات استخراج إعلام الوراثة.. قاطع خالد الجميع قائلا: «لا داعي لتلك الإجراءات.. بابا كاتب لى جميع ممتلكاته بيع وشراء قبل وفاته بشهرين»..


وقعت الكلمات كالصاعقة على الجميع، وسادت حالة من الصمت التام لدقائق قليلة، ثم تعالت الأصوات متهمة الشقيق الأصغر بالتزوير و«أكل مال اليتامى».. انصرفت الشقيقات وأزواجهن، وبداخل كل منهم رغبة كبيرة في الانتقام من خالد، وما هي إلا أيام حتى عثر على جثته قتيلا داخل منزله.. حامت الشبهات حول شقيقاته وأزواجهن، وألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم وفى التحقيقات فجروا مفاجآت غاية في الإثارة، يرويها محقق «فيتو» في السطور التالية:

بعد أن خرجت الشقيقات «نهاد وهانم وثريا» وأزواجهن من منزل شقيقهن، جلسوا جميعا يفكرون في طريقة يستردون بها الميراث الذي استأثر به خالد لنفسه.. وأخيرا اتفقوا على قتله بطريقة تبدو وكأنها قضاء وقدر، غير أن «هانم» عارضت الفكرة تماما، وطالبت الجميع بالبحث عن حل غير القتل، وهنا أوهما زوجها «وجيه» بأنه سيقيم دعوى قضائية يطعن من خلالها بالتزوير في عقود البيع والشراء، ويتهم شقيقها بأنه زوّر توقيع والده على تلك العقود بقصد حرمانها وشقيقتيها من الميراث الذي يقدر بالملايين، وبالفعل أقام تلك الدعوى وأخذت رقما في المحكمة..

الجريمة
اجتمعت الشقيقتان «نهاد وثريا» وزوجهما مع «وجيه» دون علم هانم، واتفقوا على تنفيذ جريمتهم وقتل خالد.. بعد تفكير طويل توصلوا إلى التخلص منه عن طريق «الكهرباء» حتى يبدو الأمر وكان الوفاة حدثت قضاء وقدرا نتيجة ماس كهربائى أو خطأ من المتوفى نفسه.. استغلوا فرصة سفر الشاب إلى الإسكندرية لقضاء بعض الوقت مع أصدقائه، وتسللوا إلى غرفة نومه ومعهم كهربائى، وقاموا بتوصيل عدة «أسلاك عريانة مكهربة» في أماكن مختلفة بالحجرة كى يصعقه أحدها فور لمسه.. عاد خالد من الإسكندرية ودخل غرفة نومه مباشرة للحصول على قسط من الراحة، وعند وضع رأسه على الوسادة لمس أحد الأسلاك «العريانة» وصعقته الكهرباء ومات في الحال..

علمت شقيقته «هانم» بالحادث، فأدركت أن شقيقتيها وزوجيهما نفذوا مخططهم الإجرامى وقتلوا شقيقها، فأسرعت بتقديم بلاغ إلى الأجهزة الأمنية، تؤكد فيه أن شقيقها مات مقتولا وليس قضاء وقدرا، وطالبت بالتحقيق في الواقعة.

تم استدعاء الشقيقات الثلاثة للتحقيق في الحادث، وأمام النيابة العامة اتهمت «هانم» شقيقتيها بالاشتراك مع زوجيهما في قتل خالد.. وقالت الشقيقتان «نهاد وثريا»: «والدنا كان رجلا ثريا يمتلك أموالا سائلة وعددا من العقارات و3 مخابز، وبعد وفاته ظننا أننا سنحصل على ميراثنا الشرعى مثل كل الناس، ولكن شقيقنا خالد أظهر عقودا قال إن والدنا باع له كل ممتلكاته قبل وفاته بشهرين، وعندما ناقشناه في الأمر أكد أن الوالد أقدم على هذا الأمر حماية لهن من غدر أزواجهن، وأنه لن يتأخر عنا في أي شيء نطلبه.. بالطبع هذا الكلام لم يعجبنا وطالبنا بتمزيق تلك العقود، وتوزيع الميراث وفقا للشرع إلا أنه رفض تماما»..

إخوة يوسف
وأضافت الشقيقتان أنهما اجتمعتا مثل إخوة يوسف عليه السلام، للبحث عن طريقة يتخلصان بها منه ويستعيدا حقوقهما، واقترحتا قتله، إلا أن شقيقتهما اعترضت وطالبت بإقامة دعوى قضائية واستعادة حقها بالقانون، ولكن هذا الاقتراح لم يثنهما عن تنفيذ الجريمة، فاتفقا مع زوجيهما «عصام، وعطية» وزوج هانم «وجيه» على قتله صعقا بالكهرباء، حتى يبدو الأمر وكأنه قضاء وقدر، ومن ثم يرثونه بعد وفاته ويحصلون على كل شيء لأنفسهم، وهو ما حدث بالفعل لولا أن هانم قدمت بلاغا وكشفت الجريمة.

بعد انتهاء التحقيقات مع جميع المتهمين، قررت نيابة السلام برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، حبس ثريا ونهاد وعطية ووجيه وعصام، 4 أيام على ذمة التحقيقات، في القضية رقم 6427 جنايات السلام، وضبط وإحضار المتهم «كمال. ف» الكهربائى الذي وصل الأسلاك «العريانة» لأخذ أقواله فيما منسوب إليه من اتهامات، وقرر قاضى المعارضات تجديد حبسهم 15 يوما على ذمة استكمال التحقيقات.
الجريدة الرسمية