رئيس التحرير
عصام كامل

«حى العرب» في فرنسا.. موطن الذكريات في بلاد النور.. يضم محال لبيع «الكوارع» و«الكباب والكفتة».. الربيع العربي حوله لـ«قبلة اللاجئين في باريس».. وداعش خطر يهدد ا

فيتو

الحى الثامن عشر، أو كما يفضل العرب المقيمون فيه إطلاق اسم “حى العرب” عليه، نظرا لتواجد أعداد كبيرة منهم بداخله من عدة جنسيات عربية، فمن يسير في طرقاته لا يشعر بأنه ابتعد كثيرا عن وطنه، الأحاديث في الشوارع باللغة العربية، وأغانى كبار المطربين العرب تسود الطرقات، والثقافة الغالبة داخل الحى شرقية بالمقام الأول، لذلك أصبح الحى وجهة كل عربى مهاجر إلى فرنسا ولا يرغب في الشعور بالاغتراب.


وعند إنشاء ذلك الحى في عام 1860م، لم يكن في الحسبان انتشار المهاجرين العرب في فرنسا، ففى ذلك الوقت تم تقسيم باريس إلى 20 حيا، وتم اختيار المقاطعة الواقعة على ضفة نهر السين الشهير التي تشمل أجزاء من حى مونمارتر وحى الشابل، ليطلق عليها الحى الثامن عشر، ويعبر خلال العديد من الشوارع الكبرى ذات الصيت العالمى مثل بوليفار باربيس وبلولفارد وأورنانو وماركاديه.

الاهتمام الحكومي
إلا أن المقاطعات الموجودة بالحى لا تجد الاهتمام الحكومى المماثل بالأحياء الكبرى الأخرى، وأغلب قاطنيه من ذوى الدخل المنخفض، وبالأخص في حى الشابل وحى كوت دور، وعلى مدار السنوات الأخيرة وسط مطالبات سكان الحى المتكررة بضرورة منح الحى مزيدا من الإصلاحات، نظرا لكونه ثانى أحياء باريس من حيث الكثافة السكانية، بدأت الحكومة الفرنسية إجراء بعض التغييرات الخاصة بتحسين البنية التحتية له، حتى لا يختلف كثيرا عن الأحياء الأخرى، وعلى الرغم من ضعف الاهتمام إلا أنه ينتشر في الحى بعض المعالم السياحية المهمة، مثل طاحونة لا كاليت وهى طاحونة قمح، تستخدم أيضا في عصر الخمور، وكنيسة سان برنارد في الشابل في مقاطعة كوت دور وقريبة من مقاطعة الشابل، وكاتدرائية الساكرى كور الموجودة على تلّة في الوسط الجنوبى من الحي، إضافة إلى كنيسة سان دونى في الشابل على طريق كاتدرائية سان دوني، وكذلك كرم العنب مونمارتر الذي ينال شهرة واسعة في أوروبا، بالنظر إلى الكميات الكبرى من النبيذ التي ينتجها.

السمعة السيئة
ويعتبر الحى الثامن عشر من أكثر المناطق الحيوية في باريس، بالرغم من انتشار العرب المهاجرين فيه، فيقع على بعد دقيقة من ميدان “تشارلز ديجول” مركز باريس الحضارى والسياحي، إلا أن الحى بعد ثورات الربيع العربى نال سمعة سيئة على الصعيد المحلى في فرنسا، بعدما شهد سيلا كبيرا من المهاجرين غير الشرعيين، والذين لجأ بعضهم للتزوير من أجل الحصول على إقامة فيه، إضافة إلى الاتهامات التي نالها بعد الهجمات الإرهابية التي نفذها “داعش” في أوروبا على مدار السنوات الأخيرة، فأصبحت النظرة للمقيمين فيه على أنهم أشخاص عدائيون، الأمر الذي أصاب العديد من المقيمين فيه بالغضب.

ويتكون الحى من محال شعبية معظمها يمتلكها عرب تتنوع بين محال الملابس والعباءات الشرقية، والمطاعم التي تقدم الدجاج المحشى والكسكسى والكوارع، وبعضها الآخر يركز على بيع الشاورما والكباب والكفتة والأكلات الشرقية، بينما تركز محال أخرى على بيع العطور والكريمات والبدل، وتعرض في تلك المحال أفلام عربية قديمة مثل “نهر الحب” و”سيدة القصر” و”العتبة الخضراء”، إضافة إلى مجموعة من أفلام عبد الحليم حافظ وأغانى فيروز وأم كلثوم.

لحوم إسلامية
وتحت عنوان “جزارة إسلامية” يقع محل لبيع اللحوم المذبوحة وهو الأشهر في الحي، ويقوم بذبح اللحوم وفقا للشريعة الإسلامية، ويعمل على الطريقة الشرقية بما يجعله مقصد جميع أبناء الحى من العرب، وتتنوع اللحوم لديه بين البتلو والبقري، كما يقدم الفراخ والأرانب والبط.

داعش
وتعرض الحى لخطر الاستهداف من قبل داعش خلال العام الماضي، عندما أعلنت الشرطة الفرنسية العثور على سيارة سوداء تحمل أرقاما بلجيكية، تخص المدعو “صلاح عبد السلام”، الذي هرب من البلاد بعد ضلوعه في هجمات باريس، وكانت السيارة في أحد شوارع الحى وتركت مفتوحة الأبواب، بعدما رصدتها الشرطة الفرنسية في وقت سابق على إحدى الطرق السريعة.
الجريدة الرسمية