رئيس التحرير
عصام كامل

خمينى إسرائيل.. «شلومو أفنير» المرشد العام للصهاينة.. رفض إهدار دم إسحاق رابين بسبب «أسلو».. يدافع عن المستوطنات..المرأة في فتاويه بلا قيمة.. ورحلته بدأت من فرنسا

الحاخام شلومو أفنير
الحاخام شلومو أفنير

على طريقة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله الخميني، والمرشد العام للإخوان في مصر، يحظى الحاخام الصهيونى المتطرف شلومو أفنير بقداسة خاصة بين الصهاينة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويجيد “أفنير” خلط الدين بالسياسة كغيره من الحاخامات في دولة الاحتلال، لكنه يزيد عنهم في قربه من دائرة صنع القرار، وكونه المرجعية الأساسية للسياسيين داخل الكيان الصهيوني، ومن خلال الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي تبرر للصهاينة قتل المدنيين الفلسطينيين دون تمييز حتى مع الأطفال والنساء.


فرنسي الأصل
لم يولد الحاخام المتطرف أفنير البالغ من العمر 74 عامًا في الأراضى الفلسطينية المحتلة، حتى يكون له وجه يتحدث به عن مزاعم أرض الآباء والأجداد، بل هو وأهله أجمعين ولدوا وعاشوا في فرنسا، إذ ولد تحديدًا في مدينة ليون الفرنسية، ودرس بإحدى الجامعات هناك، وتم اعتماده كمهندس كهربائي وإلكتروني، ثم أكمل دراسته في مركز البحوث النووية في فرنسا، حتى إنه خدم جنديا في القوات الجوية الفرنسية أي أنه فرنسى صميم، لكن هذا لم يمنعه من مبايعة الصهيونية وتحوله لكبار منظريها.

ولم تطأ قدمه الأراضى الفلسطينية إلا في عام 1966 إذ وصل هناك للمشاركة في تنمية مشاريع زراعية تحمل أفكارًا صهيونية، وعلى الفور انضم إلى جيش الاحتلال، وحارب في حربي 1967 و1973م.

وأُسر أفنير سريعًا بعد وصوله فلسطين بسحر دراسة علوم التوراة في المدرسة الدينية “ميركاز هاراف” في القدس، ثم انتقل بعد ذلك للعيش في المستوطنة اليهودية في الخليل، ويعتبر من أكثر الحاخامات تشديدًا على مسألة الفصل بين الرجال والنساء، خاصة بين شباب الحركة الدينية اليهودية “بنى عكيفا” التي يشرف عليها، وهى حركة تأسست عام 1920م، شعارها هو “تربية جيل مخلص لشعبه ولوطنه”.

فتاويه
وسبق أن وزعت الحاخامية العسكرية على الجنود المتدينين فتوى أصدرها الحاخام شلومو أفنير تحث على قتل الفلسطينيين المدنيين، بنفس الصورة التي أوجبتها التوراة على اليهود في تعاملهم مع قوم “علقيم”، بقيادة شمشوم، أي قتل الأطفال والنساء، وحتى الدواب، بدون تمييز أو رحمة، بحسب الفتوى.

مع الوقت تحول أفنير إلى أحد أبرز حاخامات الصهيونية الدينية التي تعتمد على التوراة كسند يعطى الحق لليهود بإقامة وطن قومى في فلسطين، على عكس تيارات دينية يهودية أخرى، ويرأس أفنير المدرسة الدينية “عطرت” في القدس يبث من خلالها سمومه وأفكاره الهدامة، وخاصة بشأن القدس والأقصى، وبناء الهيكل المزعوم إذا يؤكد مرارًا وتكرارًا بين مريديه على أهمية بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى.

ونظرًا لأن جهاز الموساد دائمًا في الصورة، وله دور مهم في تحريك أمثال هؤلاء لخدمة الصهيونية، فإنه دعا أفنير للعمل معه في بداية حياته لكن أفنير يزعم أنه رفض وفضل مواصلة الدراسة في المدرسة الدينية، ورغم ذلك يؤكد سفره إلى إيران مرتين في أعقاب الثورة الإيرانية في إطار بعثة استخباراتية.

المرأة
وينظر أفنير إلى المرأة نظرة دونية، وله فتاوى تحظر على المرأة إلقاء محاضرات أمام الرجال، وله فتوى شاذة تقول إنه “إذا رأى مسعف رجلًا وامرأة مصابين، فعليه إنقاذ الرجل أولًا، لأن حياة الرجل أهم من حياة المرأة إنقاذًا للفرائض الدينية، ومن ثم إنقاذ المرأة إذا تسنى له ذلك”. ورغم علاقاته القوية بكبار السياسيين في دولة الاحتلال، حيث يعتبر أبرز المنظرين للقيادات الصهيونية فإن له مواقف ثابتة وواضحة لا تتزحزح بشأن تجنيد الفتيات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبرهن خطرًا على الجيش، لكنه لم يرفض تجنيد الرجال على عكس فرق أخرى من الطوائف اليهودية التي تدعو الحاخامات فيها إلى رفض الخدمة العسكرية، ويرى أنه يجب أن يعتمد الجيش على الرجال فقط كغالبية جيوش العالم.

إسحاق رابين
رفض أفنير الدعوات التي طالبت بإهدار دم رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، إسحاق رابين، بسبب توقيعه اتفاق أوسلو، رغم ذلك كان من أشد الرافضين لإخلاء مستوطنات “جوش قطيف” وهى كتلة من 21 مستوطنة إسرائيلية في جنوب قطاع غزة، تم تحريرها وإخلاء الصهاينة منها بموجب خطة فك الارتباط عن قطاع غزة في 2005م، وكانت تضم أكثر من ٨ آلاف إسرائيلي.

كما عارض بشدة إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من سيناء، كجزء من معاهدة السلام مع مصر، وفى عام 1981 قاد حركة ترفض هذا الإخلاء، وعقد محاضرات لطلاب المدارس الدينية وقتها، وأقنع بعضهم بالذهاب والتمسك بالبقاء في أرض الفيروز خلال عملية الإجلاء. ويعد واحدا من الحاخامات القليلين الذين يدعمون التبرع بالأعضاء البشرية. اختارته مجلة “فوربس” الإسرائيلية ضمن أكثر الحاخامات تأثيرًا في دولة الاحتلال، بسبب نفوذه الواسع وتأثيره على دائرة صنع القرار.
الجريدة الرسمية