رئيس التحرير
عصام كامل

التميمي عائلة لا تنجب سوى الأبطال.. نساؤها ضربن أروع الأمثلة في الدفاع عن أرض فلسطين.. «عهد» تكمل مسيرة البطولات.. ووالدتها أول امرأة تنضم لـ«كتائب القسام»

عائلة التميمي
عائلة التميمي

قليلة هي العائلات التي تمسكت بالجذور في مواجهة الحضر، وحملت الإرث جيلًا بعد جيل، ورغم أن «آل التميمي» أبسط دليل على عروبة فلسطين، إذ ينتمون إلى الصحابى الجليل تميم بن أوس الداري، وعرفوا خلال العقود الماضية بوقوفهم دومًا في خندق القتال، فإن نساء «آل التميمي» يطغين على أي صورة أخرى في تلك العائلة الكبيرة، ولم تكن قصة عهد التميمى الشابة الصغيرة التي فضحت غطرسة الاحتلال الإسرائيلي سوى حلقة في سلسلة متصلة من بطولات نساء عائلة التميمي.


لم يكن غريبًا على «عهد» التميمى صاحبة الـ16 عاما أن تقاوم قوات الاحتلال وترفض تفتيش بيتها، فهى فتاة نشأت في ظل شجرة عُرفت نساؤها بالصمود، رفضت اعتقالها وقاومت قوات الاحتلال في مقطع فيديو انتشر انتشار النار في الهشيم من المحيط إلى الخليج.

لم تخف من السلاح والأقنعة، صفعت جنود الاحتلال على وجوههم وهم يبعدونها عن بيتها، حتى إن ليبرمان أعلن أن مهاجمى الجنود سوف يعتقلون، فيما قال والدها باسم التميمي: إنها طلبت تغيير ملابسها قبل الاعتقال، فدخلت معها مجندتان إلى الغرفة، وأضاف أن الجيش صادر كل الإلكترونيات في البيت من كاميرات وأجهزة كمبيوتر وهواتف.

لم تكن المرة الأولى لـ«عهد»، فالفتاة اعتادت على ذلك حتى إنها حصلت على جائزة «حنظلة للشجاعة» عام 2012، من قبل بلدية «باشاك شهير» في إسطنبول؛ لشجاعتها في تحدى الجيش الإسرائيلي.

ناريمان.. درة تاج آل التميمي
«النساء يتحولن إلى نسور جارحة عند المساس بأطفالهن»، كلمات نطقتها ناريمان التميمي، وهى تروى تفاصيل معركة دارت بينها ونساء أخريات في عام 2015 مع جندى صهيوني، بعدما حاول المساس بطفلها البالغ من العمر 12 عاما لاعتقاله أثناء تنظيم مسيرة غربى رام الله.

أحلام.. أول امرأة تنضم لصفوف كتائب القسام
رغم العائلة الكبيرة فإن أحلام التميمى أشهر مطلوبة أمنيًا في الولايات المتحدة الأمريكية، أو كما يُطلق عليها «الأسيرة المحررة» كانت دومًا وحيدة، منذ أن وقفت في عام 1998، ثم أكملت المسيرة التعليمية حتى جاءت انتفاضة الأقصى الثانية ومعها بدأت الفتاة التميمية في العمل الجهادى لتكون أول امرأة في كتائب القسام.

القصة بدأت كما ترويها «أحلام» في مقالة سابقة لها، إنه مع نشاطها انتبه إليها أفراد كتائب القسام الذين احتاجوا قيادة نسوية، وبالفعل انضمت إليهم مع أمير الظل «عبد الله البرغوثي» لتبدأ مشوارها من خلال شبكة علاقات مع خليّة القسام بالضفة المحتلة، وأوكلت إليها عدّة مهام، منها عمل جولات استكشافية في أنحاء القدس، وتحديد أماكن مناسبة بعد دراسات ميدانية لتنفيذ العمليات ضد العدو الصهيوني.

أثبتت أحلام نجاحها وقدرتها على تحمّل الأعباء الموكلة إليها، فوصلها تكليف فيما بعد بتنفيذ العمليات الاستشهادية، واصطحاب الاستشهاديين إلى الأماكن التي أجرت عليها الفحوصات الأمنية والميدانية، وفى 31 يوليو 2001 قصفت طائرات الاحتلال مكتب تابع لحماس في مدينة نابلس، استشهد على إثره القياديان في الحركة جمال منصور، وجمال سليم، فقررت كتائب القسام أن تنتقم لاغتيالهما في اليوم التالى مباشرة، واختارت مكانًا كانت قد رصدته أحلام.

ومع اقتراب موعد التنفيذ، اتجهت أحلام إلى سوبر ماركت «كنج جورج» بالقدس المحتلة، وأخفت العبوة المتفجرة في إحدى زواياه، واشترت بعضًا من الحلوى وكأنّ شيئًا لم يكن.

وأثناء عودة التميمى إلى رام الله، تمّ تعقّبها ورصد تحركاتها، وأحاطت بها شرطة الاحتلال من جميع الجهات، واقتادوها إلى زنازين المسكوبية، واستمر التحقيق معها(43 يومًا، تقول عنها: «لاقيت صنوف العذاب جسديًا ونفسيًا، ولم يفرق السجّان بين ذكرٍ وأنثى في معاملته، سوى أنّه أراد الانتقام، ثمّ تحولت إلى سجن الرملة الصحراوي»

وعندما وقفت التميمى أمام قاضى المحكمة الإسرائيلية، ألقى عليها حُكمه بالسجن المؤبّد 16 مرّة، أي 1584 عامًا مع توصية بعدمِ الإفراج عنها في أية عملية تبادل محتملة للأسرى، واستقبلت الأمر بابتسامة أثارت غضب القاضي.

الإفراج عن أحلام التميمى كان في عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار التي جرت بوساطة مصرية وضمّت 1047 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الأسير الإسرائيلى الجندى جلعاد شاليط، وكان عمرها بعد تنسّم الحرية.
الجريدة الرسمية