رئيس التحرير
عصام كامل

من «عامل ألوميتال» إلى إرهابي مُحترف.. «فيتو» ترصد مسيرة منفذ هجوم كنيسة حلوان

فيتو

«سواد حالك، وظلام مخيف» يبدأ مع دخولك شارع منشية السلام بمنطقة أطلس في حلوان، الذي يسكنه إبراهيم إسماعيل إسماعيل، منفذ الهجوم الإرهابي على كنيسة «مارمينا» صباح يوم الجمعة، الذي أسفر عن سقوط 8 ضحايا من الأقباط وأمين شرطة، بحسب البيانات الرسمية.



كبار السن يجلسون أمام منازلهم في حالة ترقب وخوف سيطر عليهم منذ صباح يوم الجمعة، يحدثون أنفسهم في صمت متسائلين: «ماذا سيحدث بعد» في انتظار حلقات جديدة لمسلسل الرعب، وانتهاء أزمة الدماء، والمصيبة السوداء التي حلت على رءوسهم بتواجد «إرهابي» داخل شارعهم يسألون بعضهم «عادى ولا ده خيال» في انتظار إجابة مقنعة وصريحة عن حقيقة ما يدور.

وفقا لبيان وزارة الداخلية تزعم إبراهيم إسماعيل مواليد عام 1984 في عام 2016، عملية إرهابية استهدفت "ميكروباص شرطة" بحلوان، مما أسفر عن استشهاد ضابط و7 من أفراد الشرطة ، ونفذ عملية إرهابية على منفذ تحصيل رسوم الطريق بنطاق مركز الواسطى بمحافظة بنى سويف قبيل يوم واحد من الهجوم على الكنيسة.


المشهد أمام منزل «ولاد أبو إسماعيل»، كما اشتهرت أسرة منفذ الهجوم الإرهابي بالمنطقة، يبدو مأساويا للغاية، فأنظار جميع السكان تتجه نحو المنزل وأعينهم تترقب القفل الصغير الذي أغلقت به بوابة العمارة لمنع الدخول، بعد القبض على أسرته للتحقيق معهم.



على الجانب الآخر من الشارع يجلس مجموعة من الرجال داخل المقهي الصغير المقابل لمنزل الإرهابي، لنسيان ما حدث بلعب "الدومينو"، لكنهم يشعرون بحالة من التوتر والقلق تدور حولهم، بعد دخول أكثر من عشر مدرعات شرطة للشارع للوصول إلى تفاصيل جديدة من منزل منفذ العملية الإجرامية.


بعد نصف ساعة من رفض الحديث معنا خرج «عم رضا» صاحب المقهي عن صمته، ليفصح عما مابداخله بنبرة من الحزن :«إبراهيم سايب المنطقة وبيت أهله أكثر من ثلاث سنوات تقريبًا، وطلق مراته ومحدش يعرف عنه حاجة، ومن ساعتها كل يوم والتاني الشرطة بتسأل عليه ومحدش من الجيران كان فاهم حاجة».



يشير «صاحب المقهي» إلى أن ماحدث لـ«إبراهيم» جاء بعد طلاق زوجته، وترك منزل أسرته، وغلق ورشة «الألوميتال» التي كانت مصدر رزقه الوحيد، بين أشقائه الخمسة، فمنهم من يعمل بشركة الكهرباء، والآخر مدرس إعدادي.


«مخبز ولاد أبو إسماعيل»، هو أشهر العلامات التي يتميز بها منزل منفذ عملية «كنيسة مارمينا»، يقول أحد جيرانه: إن والدة «إبراهيم» حاولت فتح هذا المخبز بعد وفاة زوجها منذ 5 سنوات، ليكون مصدر رزقها هي وعائلتها، موضحًا أنه تم فتح المخبز بعد اختفاء إبراهيم عن المنطقة تمامًا.


«انا بصراحة مصدوم ومش عارف أقول إيه بعد كل اللى شوفته وسمعته»، كانت تلك الكلمات معبرة عن الصدمة التي تلقاها الحاج «محمد» أقدم سكان شارع منشية السلام، بعد معرفة الجرائم التي أعلنتها وزارة الداخلية عن منفذ عملية «كنيسة مارمينا»، قائلًا :«عمرنا ما سمعنا عن أبوه الله يرحمه حاجة وحشة راجل كان دائمًا في حاله هو وأولاده» خاتمًا حديثه «ربنا ينتقم منه على قتله للناس، وأكيد هو اتجنن لأن اللى يعمل كده إنسان مش عاقل وظالم..حسبي الله ونعم الوكيل».

الجريدة الرسمية