رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يصور شخصية صلاح جاهين في قشتمر

فيتو

نشرت جريدة الاتحاد الإماراتية في ديسمبر عام 1993 موضوعا في ذكرى رحيل صلاح جاهين حول علاقة الأديب الراحل نجيب محفوظ وجاهين.

من أقوال محفوظ عنه: من أحب الشخصيات إلى قلوبنا لخفة روحه وبساطته وطيبة قلبه وجاذبيته التي لا تقاوم، كان تواجد صلاح جاهين في شلة الحرافيش صحبة جميلة، وذلك قبل زواجه الثانى الذي شغله وتسبب في انقطاعه عن مجالسنا.


وصلاح من أسرة موسرة هو الولد الوحيد لوالديه، يحفظ الشعر ويتذوقه، ويحب الزجل، نشر شعره في مجلة معروفة بالدعوة لروح العصر والتقدمية، شعره الشعبى البسيط بشر بالثورة.

كرس شعره للثورة فما من إنجاز أو نصر أو موقف نبض به قلب الثورة إلا وأعطاه المعادل الشعبى في اجمل صورة، ثم سرعان ما يترجمه إلى غناء.

بعد الهزيمة قال شعرا كثيرا يفيض بأسا وحزنا وتشاؤما، ولم يعد يرد على السخرية، أو تخرج منه سخرياته وفكاهاته بعد أن انكسرت نفسه وانهزم كبرياؤه.

من المعروف أن صلاح جاهين كان من شلة الحرافيش وكنا في البداية خمسة توفيق صالح وصلاح ومحمد عفيفى وعادل كامل وأنا، ومن إعجابى به وبمواهبه استوحيت روايتى "قشتمر" وكنت أعرف عنه الكثير لكنى عدلت فيها كثيرا كى أخفى بعض ملامحه وكثير من الشخصيات التي كان يتعامل معها وكانت لى معه وقائع وأحداث كثيرة لكن ليس لى الحق في سردها.

والعجيب أن ابنه الشاعر بهاء جاهين تعرف إلى شخصية والده بسهولة من الرواية.

قال عنه نجيب في قشتمر (من بين أفراد مجموعتنا الفانية يبزغ طاهر عبيد الرملاوى ــــ الشخصية الرئيسية في الرواية ـــــ كالقمر في تألقه، وينطلق في طريق النجاح كالشهاب، وعى من أول يوم إلى المشاركة في تحرير مجلة الثورة، وبهزيمة 67 يحزن أكثر مما يحزن الزعيم نفسه، ولما مات الزعيم حزن طاهر عليه أكثر مما حزن الزعيم على نفسه).

يقول نجيب محفوظ: طاهر قال في الرواية لولا ابنتى وزوجتى لانتحرت بل يمنعنى حبى لهما وخجلى منهما.. فكان هذا تمهيدا لنهاية صلاح المأساوية التي تنبأت بها.
الجريدة الرسمية