رئيس التحرير
عصام كامل

مصور فيديو إرهابي كنيسة حلوان يحكي تفاصيل لحظات الصدمة والرعب

فيتو

كعادة كل يوم جمعة كان الهدوء هو سيد الموقف في الشارع الغربي بحلوان، فالجميع في إجازة يهنئون براحة بال، المسلمين يُعدون أنفسهم لصلاة الجمعة وإخوانهم الأقباط يستعدون للذهاب إلى كنيستهم.


لم يكن أهل المنطقة يتوقعون حتى في أسوأ السيناريوهات أن يصبح شارعهم الهادىء يومًا ما ساحة للقتل والدماء والترويع والإرهاب، وأن يأتي عليهم اليوم الذي ينهمر فيه الرصاص على منطقتهم الساكنة، وأن يصبحوا – دون إرادتهم- شهود عيان على حادث إرهابي غادر استهدف كنيسة مارمينا في أيام أعياد اعتادت أيادي الإرهاب السوداء في السنوات الأخيرة أن تخضبها بدماء الأبرياء.

وكان محمد عادل حمزة، الشاب الثلاثيني الذي يعمل بإحدى الشركات الخاصة، على رأس شهود العيان الذين تابعوا من شرفة منزلهم جانبًا من الحادث، ووثق من الطابق التاسع الذي يسكن به وبكاميرا تليفونه الخاص واقعة القبض على أحد الإرهابيين الذين نفذوا هذا الحادث الغادر.

وعن لحظات الرعب التي عاشها مع أهل المنطقة أثناء سير الإرهابي شاهرًا سلاحه بأريحية في شارعه يقول محمد : "في البداية سمعنا صوت أطفال تجري في الشارع وهم يصرخون بعدها بدأنا نسمع ضرب نار كثيف في المنطقة".

كانت الساعة تقريبًا تشير إلى الحادية عشر إلا ربع.. ما كناش فاهمين في ايه هرعت إلى الشباك أنا وناس كتير من السكان في العمارات اللى نحوا يمكن نفهم في ايه، شاهدنا إرهابيا يتجول بسلاح في الشارع وكانت دى اللحظة اللى قررت أن أصور الفيديو اللى اتنشر على السوشيال ميديا والمواقع ".

كان الشارع الذي خرج منه الإرهابي في بداية الفيديو هو الشارع الذي تتواجد فيه الكنيسة، وفقًا لما يرويه محمد، : "بدأ يمشى زى ما كان ظاهر في الفيديو بطريقة غريبة جدا وكلها أريحية وماحاولش يضرب أي حد من اللى كانوا في الشارع ولا حتى في الشبابيك والبلكونات والموضوع ده كان غريبا جدًا بالنسبة لنا"، كان أقصى ما يفعله هذا الإرهابى هو ضرب النيران في الهواء ولكنه لم يشتبك مع أحد من الأهالي.

وفى الفيديو الذي تم تصويره والذي يمتد نحو 10 دقائق، استمر هذا الإرهابي في سيره متبخترًا، بينما الرعب يتملك نفوس المارة والسكان والدقائق تمر عليهم كسنوات.

وتابع: " الناس ما كانتش بتتعامل معاه عادي زى ما الناس على السوشيال ميديا بتقول.. الناس كانت مستغربة.. هما ماشيين وشايفين أن معاه سلاح بس كانوا في حالة صدمة مش فاهمين في ايه، وكانت ردود أفعاله غريبة جدًا".

أضاف :الإرهابي كان يرى سيارة الشرطة منذ البداية حتى اللحظة التي مرت فيها من أمامه ومع ذلك لم يحاول أن يصوب نحوها سلاحه ولم يبدأ في إطلاق النار عليها إلا بعدما دخلت إحدى الشوارع ووقفت.

وبالرغم من الرعب الذي كان مسيطرًا على الأجواء إلا أن السكان حاولوا أن يقوموًا بأضعف الإيمان، وهو تنبيه المارة للابتعاد عن هذا الإرهابي قدر الإمكان، ولم يكتف الأهالي من سكان العمارات بالتنبيه فقط بل اتخذ بعضهم من أسطح منازلهم وشرفهم موقعًا لإلقاء الحجارة والزجاجات على هذا الإرهابي الذي يسير بسلاحه متخايلًا، وأكد محمد أن هذا أقصى ما كان ممكن أن يفعله الأهالي " اللى بيقول المفروض كنا نعمل حاجة.. كنا هنقاومه بإيه؟ والحمد لله الشرطة جت بسرعة وواجهت الموقف".

ويستكمل محمد " أول طلقة جت من شمال الإرهابي في رجله بعدها وقع على الأرض وبرضه لما بدأ يطلق نار كان بيضرب في الهوا.. والشخص اللى جري عليه بعد ما وقع كان أمين شرطة من المدرعة اللى كان معدية من قدامه في نص الفيديو وبعد ما الأمين مسكه أمم خرجت من وراء العربيات والشجر ومن مداخل العمارات ولقنوه علقة موت وانتقموا منه".

أما السيدات اللاتى كن يتابعن المشهد من الشرفات فأطلقن الزغاريد بمجرد أن ألقى الأمين بنفسه على الإرهابي، وفى هذه اللحظات انطلقت من مسجد الدسوقى تنبيهات بوجود حادث إرهابي في كنيسة مارمينا مصحوبة بنداء للمساعدة وحينها فقط أدرك الأهالي حقيقة ما يحدث في منطقتهم.

وفي مشهد هجوم الأهالي على الإرهابي بعد وقوعه انتهى الفيديو الذي صوره محمد ولكن الأحداث لم تنته القصة، فللحديث بقية "

فبعد أن انتهى الفيديو عاد ثانية إطلاق النار والناس المتجمعة جريت بعيدا عن الإرهابي وبعد شوية عربية شرطة جت وقبضوا عليه والعربية تحركت والإرهابي الثاني اتقبض عليه في مكان قريب من الحادث بعد فرض كردون أمني وإغلاق المنطقة بالكامل".

وعن دافعه لتوثيق هذه اللحظات يقول: "حسيت إن تصوير اللى بيحصل كان هو كل اللى في أيدي إنى أعمله.. لقيت إنى ساكن في دور عالى ولو حصل حاجة هعرف اتصرف وقررت إن الناس لازم تشوف اللى حصل".

ويمكن الفيديو يكون سبب إن الحادثة دى متتكررش تانى وإن الناس ما تشوفش لحظات الرعب التي عشناها أبدًا"، وتابع "الموضوع صعب ربنا ما يوريه لحد، وبحمد ربنا إن بنتى مكنتش في البيت في الوقت ده علشان ما تشوفش اللى حصل وربنا يكون في عون أهالي الناس اللى ماتت".

الجريدة الرسمية