رئيس التحرير
عصام كامل

«ماو» وخطبة الجمعة!


كانت فكرة "ماركس" الأساسية في الثورة تستند إلى أن العمال وحدهم المعنيون بها؛ لأنهم يتم استغلالهم من الرأسماليين طبقًا لنظرية فائض القيمة الشهيرة، وملخصها أن سعر أي سلعة يفوق المادة الخام والطاقة التي أدت لإنتاجها، وهذا الفرق يذهب لصاحب العمل لمجرد أنه يمتلك أدوات ومكان العمل، رغم أن هذا الفرق هو جهد بذله العمال!


في الصين كان الفلاحون هم غالبية الشعب وهناك ظهر الزعيم الصيني الكبير "ماو تسي تونج" الذي رأى أن الثورة في بلاده ممكنة من الفلاحين وليس من العمال، ولكن في ظل أوضاع متدنية وأحوال اجتماعية صعبة وفي ظل قمع ومطاردة ومع مساحات شاسعة من أرض الصين استطاع "ماو" أن يدعو للثورة ويحرض عليها وسط كل هذه الصعوبات، وكانت كوادر حزبه تنطلق إلى المزارع تلتقي مع الفلاحين.. تتناقش معهم وتشرح لهم وتعلمهم.. وصنعت من الآلاف منهم "كوادر" مثقفة واعية حملت هي بعد سنوات لواء الثورة حتى تأسست الصين الشعبية عام 1949 بعد سنوات طويلة من تأسيس ماو لحزبه!

السؤال: كيف أثر "ماو" في هذه الملايين هكذا؟ وكيف صنع منهم شعبا آخر؟ ورغم أن المقارنة قد يراها البعض بين تجربة "ماو" وتجارب الأحزاب في بلادنا، فإن الملاحظة التي نتوقف عندها هي كيف يكون عندنا هذا العدد من المساجد يقدم كل منها خطبة مهمة عن الدين والأخلاق كل يوم جمعة، ويصبح لدينا كل هذا الكم من التدهور في الأخلاق؟ كيف يغيب الضمير والنظام والنظافة وتغيب ثقافة العمل مع كل هذا الوعظ والإرشاد؟ لابد من وجود أزمة في الخطبة نفسها.. وإلا لكانت غيرت ألف مجتمع وليس مجتمعا واحدا.. رغم أن محتواها من القيم الأخلاقية كبير جدًا.. وهو ما يتطلب بحثا حقيقيًا من وزارة الأوقاف لمراجعة المسألة وإن تأخر تطوير وتجديد الخطاب الديني فلنناقش خطبة الجمعة وكيف تكون مؤثرة بشكل حقيقي في المجتمع وليست واجبًا نؤديه كل جمعة!
الجريدة الرسمية