رئيس التحرير
عصام كامل

5 أزمات واجهت أسوان في 2017 ومستمرة لـ2018.. مافيا القبور أبرزها (صور)

فيتو

واجه أهالي محافظة أسوان العديد من الأزمات خلال عام 2017، والتي كان لها تأثير سلبي فى حياتهم اليومية بشكل مباشر، ما أدى إلى غضبهم واستيائهم؛ نظرًا لعدم وضع حلول جذرية لها، مما يؤدي إلى استمرارها حتى عام 2018.


رصدت "فيتو" أبرز الأزمات التي واجهها أهالي أسوان خلال عام 2017، وكانوا يناشدون المسئولين، حلها، ولكنها مازالت مستمرة معهم يستقبلون بها العام الجديد.

انقطاع المياه
جاءت أزمة تكرار انقطاع مياه الشرب عن العديد من مناطق مدينة أسوان، ومن أبرزها منطقة المحمودية، والمناطق المحيطة بطريق السادات، والتي تنقطع عنها المياه بشكل مستمر دون سابق إنذار، وخاصة في شهر رمضان الماضى تنقطع المياه في تلك المناطق بشكل يومي ساعات طويلة دون تنبيه مسبق، كما أن يوم الجمعة أصبح يوما مخصصا لقطع المياه خلال عام 2017، حيث تنوه شركة مياه الشرب عن قطع المياه دائما بسبب أعمال الإصلاح والصيانة منذ مساء الجمعة وحتى اليوم التالى.

وجاء هاشتاج رواد موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، تعبيرًا "#أسوان_عطشانة"، اعتراضًا على انقطاع المياه المتكرر، مشاركين مجموعة من العبارات الغاضبة بسبب انقطاع المياه، مطالبين المحافظ مجدى حجازى بالرحيل عن طريق وضع كارت أحمر بجوار صورة المحافظ.

الصرف الصحي
وتأتي الأزمة الثانية التي مازالت مستمرة غرق شوارع أسوان بالمياه سواء كانت صرفا صحيا أو مياه نظيفة، والذي يترتب عليه إعاقة الحركة المرورية وحركة السير في العديد من الشوارع سواء الرئيسية أو الجانبية، والتي تنتج من حدوث متكررة في خطوط المياه، وكانت أبرز تلك المناطق خلال عام 2017 شارع كورنيش النيل وطريق السادات وبجوار استاد أسوان.

وتقدم أهالي تلك المناطق بالعديد من الشكاوى لإيجاد حل دائم للأسباب المؤدية إلى غرق الشوارع بهذا الشكل، ولكن جميع الحلول كانت مؤقتة؛ لأن المسئولين اكتفوا بشفط المياه فقط وجميعها حلول مؤقتة تتسبب في تكرارها مرة أخرى.

القمامة
ويتمثل انتشار أكوام القمامة في الشوارع أزمة أخرى لأهالي أسوان والتي تفاقمت خلال 2017، ما أدى لانتشار الروائح الكريهة بالشوارع الرئيسية والمناطق السكنية، واستياء المواطنين من الحالة التي وصلت إليها المدينة السياحية، خاصة في مناطق "كسر الحجر، والسوق التجاري، وخلف استاد أسوان الرياضي، وشوارع منطقة المحمودية"، والسوق التجارية والعديد من المناطق الأخرى، فضلًا عن غضب العاملين بالقطاع السياحي؛ بسبب عدم اهتمام المسئولين بالواجهة الحضارية للمدينة مما يؤثر سلبًا فى السياحة ويعكس صورة سيئة أمام السائحين.

وقال عبد الناصر صابر، خبير سياحى، إنه لا يوجد اهتمام من المسئولين وعلى رأسهم محافظ أسوان مجدى حجازى بالواجهة الحضارية للمدينة، ويقتصر الاهتمام على شارع كورنيش النيل ولم يكن بشكل كامل، موضحًا أنه أثناء تجول السائح في الشوارع يكتشف القمامة والصرف الصحى وهو ما يعكس صورة سيئة عن المدينة السياحية.

وأضاف لــ"فيتو" أن تجاهل محافظ أسوان ومسئولي المحافظة للاهتمام بنظافة المدينة وإضفاء الواجهة الحضارية عليها، يثير الدهشة والعديد من التساؤلات حوله، وخاصة أنه تتوافد الأفواج السياحية على أسوان وخاصة في فصل الشتاء، ولكن يبدو أن المسئولين ليس لديهم علم بذلك، بعد أن كانت حاصلة على جائزة أسوان من أنظف مدن العالم في ذلك الوقت.

ومن أهم الأزمات التي ظهرت في 2017 إثبات تحليل عينات مياه الشرب بمحافظة أسوان، والتي تجرى بشكل شهرى للاطمئنان على صلاحية المياه، أن المياه غير مطابقة للمواصفات والمعايير ومليئة بالبكتيريا والرواسب التي تؤثر فى صحة المواطن، وكانت جميع العينات عشوائية تم أخذها وتحليلها من أماكن مختلفة على مستوى المحافظة غير صالحة، إلى جانب أن نسبة صلاحية المياه تتراجع شهريًا حتى وصلت في آخر نتيجة لتحاليل العينات في شهر يوليو الماضى إلى صفر.

ونصت نتيجة التحاليل على أن العينات التي تم الحصول عليها غير مطابقة للمعايير الصحية "البكتريولوجية والبيولوجية، مع الأخذ في الاعتبار أنه تم أخذ العينات من جميع المناطق بالمحافظة بدءًا من يوم 10 يوليو الماضي حتى 30 يوليو الماضى وهى عينات تحاليل شهرية يتم إجراؤها لتبين صحة مياه الشرب.

الصحة
وعانى أهالي أسوان خلال عام 2017 من أزمة كبرى تتعلق بالصحة، بسبب ما يشهده القطاع الصحي من خلافات ومشكلات بين ثلاث جهات، وهي المستشفى العام والجامعي والإسعاف، بدأت عقب قرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين بتحديد أيام للإحالة، بمعنى أن أي حادثة كبرى تتوجه لتلقي الإسعافات اللازمة في مستشفى أسوان العام.

وتم تخصيص أيام "السبت والأحد والاثنين" للمستشفى العام بالصداقة، وأيام "الثلاثاء والأربعاء والخميس" للمستشفى الجامعى، ويكون يوم الجمعة بالتبادل بينها، وخلال الأيام المخصصة للمستشفى العام، عندما تتوجه سيارات الإسعاف بحالات خطيرة أو مصابين من حوادث مختلفة يرفض الأطباء استقبالها من سيارات الإسعاف ويطلبون منهم التوجه إلى المستشفى الجامعي.

حفارو القبور
ويشكو أهالي أسوان خلال عام 2017 من مافيا حفاري القبور وهي أزمة تفاقمت مؤخرًا؛ بسبب عدم غلق الجبانة الفاطمية، وبالرغم من صدور قرار بغلقها منذ عدة سنوات فإن الدفن فيها ما زال مستمرًا، مما يخلق أزمة في إيجاد أماكن لدفن الموتى، نظرًا لامتلائها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث انتهاك في حرمات الأموات سواء بتفريغ القبور أو تبديل الترب القديمة بمتوفى جديد، ويترتب عليه ظهور مافيا من حفاري القبور لاستغلال أهل المتوفى، إلا أن حل تلك المشكلات والأزمات موجود لكن مع إيقاف التنفيذ.

وقال جمال عبدالناصر عجاج، رئيس مجلس إدارة جمعية دفن الموتى بأسوان، إن عدم غلق الجبانة القديمة والعمل في الجديدة لدفن الموتى يسبب أزمة ويخلق مافيا الحفارين بالمقابر الذين يستغلون أهل المتوفى لتوفير مكان له داخل الجبانة القديمة مقابل مبالغ مالية، موضحًا أن الجبانة القديمة امتلأت ولا يوجد أماكن لدفن الموتى، وأصدر القرار بغلقها منذ عدة سنوات، ونقل الدفن إلى الجبانة الجدية، ولكن لم يفعل ويطبق حتى الآن.

أضاف لـ«فيتو» أن قانون الجبانات ينص على تفريغها من 10 سنوات، ولأن القرار لم ينفذ حتى الآن يؤدي تأخيره إلى استمرار الأزمة كما هي والتي لا يشعر بها المسئولون، مشيرًا إلى أنه نظرًا لعدم وجود مساحات لدفن الموتى في الجبانة القديمة يعمل الحفار على تفريغ القبور القديمة ويخرج منها عظام الموتى ويلقيها في أي مكان آخر ويسلم القبر لأهالي المتوفى الجديد.

وقال هانى يوسف، مؤسس حملة "معًا من أجل أسوان"، إن الحملة أطلقت العديد من الحملات بسبب الأزمات التي شهدتها المحافظة في عام 2017، وكان آخرها حملة لتقييمًا لأداء مجدى حجازى محافظ أسوان خلال فترة توليه مسئولية المحافظة منذ سنتين، وحملة لتقييم نواب البرلمان، وجاءت نتيجتهما بعدم رضا الأهالي عن أداء الاثنين.

وأضاف لـ«فيتو» أن التقييم يهدف إلى التعرف على رأي المواطن، وخاصة أنهم لم يجدوا نائبًا يتحدث عن حالة المرافق المتدهورة أو تكاسل محافظ أسوان مجدى حجازي في تحسينها، مشيرًا إلى وجود معاناة حقيقية؛ بسبب تدهور الخدمات والمرافق وتفاقم مشكلات المواطن يوميًا، وغرق شوارع المحافظة بمياه الصرف الصحي وافتراشها بأكوام القمامة وغيرها من الأزمات المتكررة.
الجريدة الرسمية