رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل تأمين متحف نجيب محفوظ بكاميرات المراقبة وأجهزة إطفاء الحريق

فيتو

"متحف نجيب محفوظ".. حلم راود مسئولو وزارة الثقافة وعائلة الأديب العالمي لسنوات طويلة، أوشكت شركة المقاولون العرب على الانتهاء من تجهيزات المتحف، المقرر افتتاحه عقب الانتهاء من تجهيزه بتكية محمد أبو الدهب بالأزهر المسجلة في عداد الآثار الإسلامية تحت رقم 68، والذي لم يتم تحديد موعد لافتتاحه حتى الآن.


منذ أن تطأ قدماك الشارع الضيق الذي لا يتجاوز عرضه الثلاثة أمتار، الموجود به تكية محمد أبو الدهب تشاهد بائعي الخضار، منتشرين بطول الشارع، وعند وطولك لباب التكية تجد سوقا كبيرا، يضم العشرات من بائعي الخضار والفاكهة، ومنهم من يعرض بضاعته بجوار سور التكية مباشرة، ناهيك عن صورة عشش الحمام المنتشرة على أسطح المنازل المجاورة للتكية، والتي تشاهدها بوضوح من شرفات التكية المطلة على المنازل المجاورة.

وتعمل "المقاولون العرب" على قدم وساق بجميع الأعمال داخل التكية دون توقف، لأي من بنود العمل، وذلك للانتهاء بشكل كامل من مشروع متحف نجيب محفوظ، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار على جميع الأعمال المتعلقة بالمتحف.

وأعدت الشركة نظام محكم لتأمين المتحف من السرقة والحريق من خلال كاميرات المراقبة وأجهزة إنذار الحريق والطفايات، لعدم تمكن الشركة إيجاد مكان مناسب لوضع خزان مياه سعة 60 لتر مياه للاستعانة به في إطفاء الحريق.

وتجري الشركة المنفذة للمشروع الآن التشطيبات النهائية في عمليات التكييف والكهرباء والأرضيات التي يجري تغييرها بأرضيات خشبية لتخفيف العمل الزائد على الطرقات الخشبية، وخصوصا بالدور العلوي للتكية ومكتبات وقاعتي عرض التكية يتم تبطينها بالخشب أيضا، وذلك بعد ترميم نسبة كبيرة من الجدار الداخلي للمبنى، خاصة في قاعات العرض، بالإضافة إلى الانتهاء من بعض غرف قاعات العرض.

وظهرت مشكلة خاصة بـ"صندوق التنمية الثقافية"، حيث لم يتم الانتهاء من تقديم التوثيق والرسومات وعمل التقرير الخاص بالتكية ومنطقة تركيب المصعد لعرضها على اللجنة الدائمة لحل مشكلة الصهاريج المكتشفة أسفل المصعد أثناء الحفر بأرضية التكية لتركيبه، وطالبت وزارة الآثار بهذا بالتقرير منذ أسبوعين، ولم تنته منه الشركة المنفذة للمشروع ووزارة الثقافة حتى الآن.

ويضم المتحف بعضا من مقتنيات الأديب الشخصية، إلى جانب مكتبة تضم مؤلفات الراحل بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، بالإضافة إلى مكتبة للإعارة الخارجية، وقاعة عرض سينمائي، وقاعات لعقد الصالونات الثقافية، كما من المقرر أن يخصص فصول وقاعات لدراسة السيناريو "الكتابة الإبداعية"، وقاعة متعددة الأغراض لعقد الندوات والمؤتمرات، وقاعة جاليري، ومكتبة للتسجيلات الفنية وقاعة سمعية بصرية، وكافيتريا مكشوفة.

بدأت فكرة المشروع بعدما طالب عدد كبير من الأدباء والمثقفين بعد وفاة الأديب الكبير نجيب محفوظ، في 29 أغسطس عام 2006، بضرورة عمل متحف يخلد ذكرى الكاتب الكبير، وهو ما استجاب له وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني، بإصدار قرار وزاري رقم 804 لسنة 2006، بتخصيص تكية محمد أبو الدهب بجامع محمد أبو الدهب المسجلة أثر برقم 68.

ويرجع اختيار "تكية أبو الدهب" الأثرية لتكون متحفا للأديب الراحل؛ نظرا لقربها من المنزل الذي ولد به نجيب محفوظ بحي الجمالية بالقاهرة، وكونها تتوسط القاهرة التاريخية الذي استوحى منه محفوظ الأمكان الروائية لأغلب رواياته.

ومن ضمن الأسباب التي أدت لتأخر افتتاح المتحف هو اعتراض وزارة الآثار على بعض الأعمال، التي تخص التجهيز المتحفي، باعتبارها لا تجوز في مبنى أثري يعود تاريخه إلى عام 1187هـ، أدى لتعطل تأسيسه حتى الآن.

بالإضافة إلى اكتشاف صهريج خلال أعمال الحفر لعمل مصعد بالمتحف، من قبل شركة المقاولون العرب المسند إليها المشروع، والصهريج عبارة عن خزان مياه تحت الأرض، حيث كانت المنطقة تستلزم وجود خزان مياه لتخدم المنشآت طوال العام، كما أن المبنى يحتوي على سبيل وحوض دواب.

"تكية محمد بك أبو الدهب" أحد المواقع الأثرية التي ترسم ملامح الحضارة الإسلامية في العصر العثماني، شارع الأمير "محمد أبو الدهب" في إنشائها عام 1774م، وأتم البناء في العام نفسه.

يجاورها أحد المساجد المعلقة، بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق، لها وجهتان؛ إحداهما تطل على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيسي تصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين، والثانية تقابل الجامع الأزهر، وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسي، ويتميز جامع "أبو الدهب" بمئذنته الفريدة التي تقع بنهاية الطرقة الجنوبية، تتكون من ثلاثة طوابق تنتهي بـ5 رءوس.

استُخدمت التكية في بادئ الأمر كمدرسة تساعد في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، حيث كانت تحتوي على العديد من الغرف لمئات الطلاب، بالإضافة إلى دورات المياه المصممة على مستوى راقٍ آنذاك، بجانب ذلك يوجد بئر يحتوي على الحجارة التي كانت تستخدم في تنقية المياه من الشوائب.

تتكون التكية من ثلاثة طوابق، ويحتوي الطابق الأول والثاني على العديد من غرف النوم الواسعة، أما الطابق الثالث فهو عبارة عن مسجد ذات أسقف منقوشة بالرسومات والزخارف الإسلامية التي تخطف الأنظار، وفي هذا المسجد كان يجتمع الطلاب لقضاء فروض الصلاة والحديث ومناقشة أمور الدين، بالإضافة إلى توافر جميع احتياجات الطلاب من مأكل وملبس وكتب وأدوات.
الجريدة الرسمية