رئيس التحرير
عصام كامل

ناشيونال إنترست: ترامب فشل في إدارة ملف كوريا الشمالية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكدت تقارير صحفية أمريكية أن السياسة التي يتبعها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه كوريا الشمالية لن تثمن ولن تغني من جوع نهائيا.


وحسبما ذكر موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، فلم تعط السياسة التي يتبعها ترامب تجاه كوريا الشمالية، والتي تشمل العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية بسبب الصواريخ النووية والاختبارات النووية التي تجريها كوريا الشمالية أي فائدة حتى الآن، بل إنها في طريقها للفشل.

ومنذ تولي ترامب مهام منصبه في يناير 2017، نجحت بيونج يانج في اختبار نوعين مختلفين من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وصاروخ باليستي متوسط المدى جديد، وصاروخ وقود صلب يعتمد على تصميم أطلقته غواصة.

وقد اختارت إدارة ترامب باستمرار زيادة الضغط على كوريا الشمالية ردا على هذه التطورات بدلا من دراسة ناقدة حول الوقوف أمام تلك التهديدات بطرق دبلوماسية أكثر من ذلك.

إن الخلل الحاسم في إستراتيجية أمريكا تجاه كوريا الشمالية يتمثل في استخدام الخيارات غير الدبلوماسية ومنها التهديدات العسكرية والعقوبات وغيرها، حيث تطالب واشنطن بنزع السلاح النووي الكامل، ولا تبدو مستعدة للدخول في دخول مفاوضات مع بيونج يانج، في انتظار أن تبدأ الأخيرة بتلك الخطوة، وهو نوع من الغرور الأمريكي.

ويجب على واشنطن إجبار، الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، على دفع الكثير من الأموال مقابل صنع تلك الأسلحة النووية، ونظرا لأن كيم يرى أن الأسلحة النووية ضرورية لبقاء نظامه، فإنه مستعد لدفع تكاليف باهظة جدا من أجل إبقاء أسلحته النووية.

وبعيدا عن الحرب، سيكون من المستحيل عمليا بالنسبة للولايات المتحدة أن تفرض مستوى كافيا من التكلفة يجبر كيم على نزع السلاح النووي لأن حيازة الأسلحة النووية مسألة حياة أو موت في عقل كيم.

والعقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب قد تبطئ من عملية تطوير أسلحة جديدة ومعدل إنتاج النظم الحالية، ولكن هذا النهج لن يحقق هدف نزع السلاح النووي.

إن الضغط المتصاعد الذي يرمي إلى إجبار كيم على نزع السلاح النووي سيعزز تصميمه على إبقاء أسلحته النووية، وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى صغر حجم الترسانة النووية لكوريا الشمالية وضعف نظم الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة عليها، من المرجح أن يتبنى كيم مذهبا نوويا هجوميا يدعو إلى استخدام الأسلحة النووية في مرحلة مبكرة من الصراع، وبدون وجود قدرة آمنة على الضربة الثانية، وهذا سيجعل فرصة أمريكا أقوى لو تم الدخول في حرب.

ويجب على واشنطن أن تضع جانبا هدفها الفصلي المتمثل في نزع السلاح النووي وتركز جهودها على ردع أول استخدام لكوريا الشمالية لسلاح نووي.

إن التخلي عن هدف إزالة الأسلحة النووية يخلق فرصة لمزيد من المرونة في النهج الأمريكي تجاه كوريا الشمالية، وخاصة في الدبلوماسية، فيجب على واشنطن اتباع ذلك النهج.

وبدلا من استخدام الضغوطات على كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي، ينبغي للولايات المتحدة أن تركز جهودها على ردع كوريا الشمالية عن استخدام أسلحتها النووية.

وستظل الجزاءات والقوات العسكرية تؤدي دورا في إستراتيجية تركز على ردع كوريا الشمالية، ولكن الابتعاد عن إقناع بيونج يانج بإخلاء الأسلحة النووية سيكون خيارا حكيما.
الجريدة الرسمية