حيوانات خسرت وأخرى ربحت سباق البقاء في 2017
أكثر من أيّ وقت مضى، أضحى عدد كبير من الكائنات الحية مهددًا بالانقراض، إذ تصل القائمة حاليًا إلى 25 ألف و800 نوعًا من الحيوانات والنباتات، وفق تقرير للصندوق العالمي للطبيعة، والسبب الرئيسي ليس سوى الإنسان.
أعلن الصندوق العالمي للطبيعة، المعروف اختصارًا بـ"WWF"، الأربعاء في العاصمة الألمانية برلين عن إصدار تقرير له حول الكائنات المهددة بالانقراض. السبب الرئيسي هو الإنسان الذي كان وراء أكبر موت للأنواع منذ نهاية عصر الديناصورات، كما تسبب في تراجع أعداد الكثير من الكائنات الأخرى، ممّا أدى إلى إدراجها ضمن لائحة الأنواع المهددة بالانقراض. لكن بعضًا منها بدأ مؤخرًا بالتعافي واستعادة دورة الحياة العادية، فيما لا تزال أخرى مهددة.
ما هي الحيوانات التي صارت مهددة أكثر بالانقراض في عام 2017؟
الفهود: أكد الباحثون أن وضع الفهود في القائمة الحمراء أصبح أكثر مأساوية في جنوب أفريقيا، فخُمس هذه الحيوانات السريعة فقط يعيش في مناطق محمية معترف بها، بينما تزاحم أغلبيتها المزارعين في مناطق الزراعة، الأمر الذي يجعلهم يلاحقونها لإبعادها. وقد أوصى معدو تقرير الصندوق العالمي للطبيعة برفع حالة التهديد التي تتعرض لها الفهود من "مهددة بالانقراض" إلى "مهددة بالانقراض بقوة".
الفيل الأفريقي: تقلصت أعداده في السنوات العشر الماضية بأكثر من 100 ألف حيوان بسبب الصيد الجائر بحثًا عن عاجه الثمين. يصف الصندوق وضع الفيلة الأفريقية بـ "المأساوي"، مستندًا في ذلك إلى إحصاء جرى عام 2017 للحيوانات البرية تبين من خلاله تراجع أعداد هذه الفيلة بنسبة 66 في المائة خلال ثماني سنوات فقط، لتصبح أقل من عشرة آلاف فيل.
الحشرات الطائرة: تراجع حجم هذه الحشرات إجمالًا في الأعوام الـ27 الماضية وفق تأكيدات دراسة مشتركة نشرت في مجلة "بلوس وان". لكن أسباب تراجعها لا تزال غير معروفة علميًا، ولكن هناك اعتقادات بأن الزراعة الكثيفة وتغير المناخ هما السببان الرئيسيان.
حيوان الكوالا: 80 في المائة من إجمالي تعداد هذا الحيوان اختفى بالفعل في بعض مناطق أستراليا منذ التسعينيات، وذلك لأن الإنسان أنشأ طرقًا ومناطق سكنية في الغابات. يضاف لذلك أضرار التغير المناخي التي أثرت سلبًا على هذا الحيوان المحب لنبات الكافور.
آكلات النمل الحرشفية: تعاني هذه الحيوانات في آسيا من قتل الإنسان لها، لأنها تعتبر من الأكلات اللذيذة هناك. كما تُطحن عظامها لاستخدامها في العلاجات التقليدية. هذا وتعاني هذه الحيوانات في أفريقيا وآسيا من تصديرها رغم وجود حظر على تجارتها منذ عام 2017.
فرس البحر: تصل هذه الحيوانات البحرية الصغيرة بالخطأ إلى شباك الصيد، إذ تقع في هذه الشباك دون قصد من الصيادين الذي بدءوا بالصيد في مناطق عيشها. كما أن هذه المناطق تعاني بشدة من الاستخدام المفرط للأسمدة ومن ظاهرة التغير المناخي. وحسب تقرير WWF، فقد تراجعت السلالتان الأوروبيتان من هذه الحيوانات بنسبة 30 في المائة.
الأنواع التي تجنبت شبح الانقراض في عام 2017
القضاعة الأوروبية: أثر الإنسان سلبًا على القضاعة في ألمانيا، ممّا أدى إلى تراجع أعدادها، خاصة بسبب تقطيع أوصال الأراضي الزراعية. لكن القضاعة بدأت تعود مؤخرًا بفعل مهارتها في السباحة. وتستوطن القضاعة حاليًا مجموعة من الأراضي في شمال ألمانيا، لكن الصندوق يرى أن من الضروري تعزيز فرص حياتها عن طريق فرض قيود قانونية على استخدام المساحات المائية في الشمال الألماني.
سلاحف البحر: تكاثرت أعداد هذه السلاحف مرة أخرى في الكثير من المناطق، حسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة، أي أنها أكثر حظًا من كثير من الكائنات الأخرى، ولكن الصندوق أكد في الوقت ذاته على أن هذه الحيوانات لا تزال مهددة بالوقوع في شباك الصيد.
دلافين إيراوادي: لم يبق من هذه الدلافين سوى 80 حيوانًا تعيش بشكل منعزل في نهر ميكونج في كمبوديا وهي مهددة بالانقراض. لكن الأمل يلوح في الأفق، إذ أكد الباحثون تراجع معدلات الوفاة بين هذه الدلافين بعد رصدهم لتسعة ذكور جديدة في كمبوديا.
إ.ع/ ي.أ (د ب أ)
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل