توقعات 2018: نهاية حرب اليمن وعودة الاغتيالات للبنان
لا أؤمن بالتنجيم ولكني أرى أن المقدمات والمعطيات تؤدي إلى النتائج.. بعض الصحف والمواقع الشهيرة، مثل مجلة "فوربس" Forbes الذي يرى أن الاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط سيتحسن، وأن سعر برميل البترول سيرتفع ليصل إلى 60 دولارًا للبرميل.
كما تتوقع استمرار هجمات "داعش" في مختلف البلاد الغربية وازدياد استخدام الهجمات على طريق الدهس بالسيارات.. وعلى مستوى الداخل الأمريكي، تتوقع مجلة "فوربس" أن يزداد الانقسام داخل حزب الجمهوريين، ومع ذلك تتوقع المجلة أيضًا أن يفضل الحزب الديمقراطي في الحصول على أغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي.. أما صحيفة "التليجراف البريطانية" تتوقع أن يصعد نجم السعودية لتصبح لاعبا فاعلا على المستوى الدولي.
وبعيدا عن عالم الصحف، فالمقدمات والمعطيات التي أراها تقول إن لبنان سيشهد عودة للاغتيالات السياسية، والتي ستكون من جانب فريق 14 آذار المؤيد لرئيس الوزراء سعد الحريري.. هذا التوقع يؤيده ضبط متهمين بالعمالة للموساد الإسرائيلي، قالوا في اعترافاتهم إنه تم تكليفهم بجمع معلومات عن شخصيات مثل الوزير السابق عبد الرحيم مراد، ووزير الداخلية الحالي نهاد المشنوق.. هذه هي ليست المرة الأولى التي يتم القبض فيها على عملاء للموساد، حيث تم القبض مؤخرًا على عميل لبناني قال إن الموساد الإسرائيلي طلب منه اغتيال النائبة بهية الحريري، عمة رئيس الوزراء الحالي.
سيشهد عام 2018 نهاية لحرب اليمن، لأنه من الصعب أن يستمر الصراع في اليمن على المستويين العسكري والإنساني، وبالتالي ستضطر الأطراف المتصارعة إلى الوصول لحل سياسي، أو سينتهي الأمر بانتصار طرف من الأطراف سياسيًا، أو عسكريًا.. قد تنتهي الحرب دون وجود انتصار عسكري للحوثيين أو للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وفقًا لتتابع الأحداث في 2017، فأتوقع أن يستمر الصراع في سوريا دون التوصل إلى حل سياسي، في ظل رفض بشار الأسد ترك السلطة وتمسك المعارضة بتنحيه عن الرئاسة.. وأتوقع أن تعود الجماعات المسلحة مجددًا للظهور وأن يستمر حزب الله اللبناني في المشاركة العسكرية، وبخاصة بعدما فشلت فكرة إحداث تصدع داخلي لبناني يؤدي إلى الضغط على حزب الله.
تقول المعطيات إن صورة أمريكا في 2018 ستصل إلى أسوأ مستوياتها من بعد الصورة السوداء التي رسمها جورج بوش الرئيس الأمريكي الأسبق، والسبب في ذلك سيعود إلى سياسات ترامب المتغطرسة في الشرق الأوسط، وانحيازه الفاضح لإسرائيل واستخدامه المساعدات المالية والمساهمات الأمريكية المالية للضغط على الأمم المتحدة.. وأتوقع أن تنتهي به غطرسته واندفاعه السياسي لحروب تهبط بالاقتصاد الأمريكي هبوطا كبيرًا، من بينها حرب محتملة ضد كوريا الشمالية، حيث أتوقع أن يستمر التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية مع تصاعد احتمالات الحرب بينهما بدرجة أكبر وبخاصة مع استمرار النهج الكوري الشمالي.
وأخيرًا، أرى أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد حربًا ستكون إيران طرفًا فيها، حيث أتوقع أيضًا أن يفعِّل الرئيس الأمريكي تهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وأن ينتهج سياسة تصعيدية ضد إيران، وأن يشجع الرئيس الأمريكي إسرائيل بشن حرب ضد إيران وأن يدعمها عسكريًا ماليًا في ظل استمرار رغبة الدول العربية في كبح الطموحات والنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وبخاصة في لبنان واليمن.
ما أراه أن عام 2018 لن يكون بأفضل من عام 2017 على المستوى السياسي بل سيشهد تصعيدًا سياسيًا وعسكريًا على أصعدة مختلفة، وأتمنى أن أكون مخطئًا.
