بعد قرار نقل سفارتها للقدس.. جواتيمالا تاريخ من الدم والتبعية لأمريكا
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وتوقيع قرار نقل السفارة من تل أبيب بادر عدد من الدول التي ترتبط بعلاقات مع دولة الاحتلال وتواجدها تحت العباءة الأمريكية إلى بالتفكير بنقل سفارات بلادهم إلى القدس المحتلة ارضاء للإدارة الأمريكية، حيث قرر رئيس جواتيمالا نقل سفارة بلاده في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، في خطوة أعلن عنها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بعد "تحدثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
10 دول
ويأتي إعلان جواتيمالا فور بيان صادر للخارجية الإسرائيلية اشارت فيه إلى أن قرابة 10 دول أبدت استعدادها لنقل سفاراتها من "تل أبيب" للقدس، بالإضافة إلى أن مصادر عبرية كشفت عن أن الهندوراس أيضا هي إحدى الدول التي أبدت استعدادها لنقل سفارتها إلى جانب رومانيا وسلوفاكيا.
دولة صغيرة
وجواتيمالا هي إحدى الدول التسعة التي صوتت بالرفض على قرار عدم تغيير وضعية القدس، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي، وبتعداد سكاني يقدر بنحو 15.8 مليون نسمة، تعد جواتيمالا الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أمريكا الوسطى.
نالت استقلالها عن إسبانيا عام 1821، ويعتنق 50-60% من السكان الكاثوليكية، بينما يشكل البروتستانت 40%، أما 3% فيتبعون الأرثوذكسية الشرقية، و1% العقائد الأصلية للمايا.
تبعية الـ CIA
وتعتبر جواتيمالا من البلدان الصغيرة جغرافيا والكبير دمويا، فإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ساهمت عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، في انقلابات عديدة في جواتيمالا أشهرها انقلاب عام 1954 الذي هندسه الكونجرس الأمريكي لطرد الرئيس الأسبق جاكوبو أربينز الذي أراد حماية مصالح بلاده في تجارة الفاكهة، الأمر الذي لم يرُق للأمريكيين.
السياسات الأمريكية بحسب تقرير نشرته بوابة العين الإخبارية حولت هذا البلد المنتج للفاكهة إلى مستنقع دم، حيث انبثقت العديد من الحركات المسلحة التي أدخلت البلاد في حرب أهلية، بعضها اتجه للاتحاد السوفييتي من أجل الدعم العسكري، وذلك منذ 1954 حتى 1996، أي لأكثر من 36 عاما.
وبعد مفاوضات معقدة وطويلة استمرت لأربع سنوات، قامت إسرائيل مع الولايات المتحدة حينها برعاية اتفاق لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في جواتيمالا، أنهى الحرب الأهلية رسميا في عام 2000، إلا أنها كانت بداية الوصاية الأمريكية- الإسرائيلية على البلاد، وذلك بعد مقتل أكثر من 200 ألف شخص وهروب مليون آخرين إلى دول الجوار.
التصدير لإسرائيل
فمن ناحية تعهدت الولايات المتحدة بدعم هذا البلد الصغير في عمليات إعادة البناء، إلا أن إسرائيل استطاعت أخذ هذا البلد رهينة لتصدير منتجها الرئيسي، الفاكهة، حيث يتم تصدير آلاف الأطنان من الفاكهة الاستوائية إلى إسرائيل، والتي تقوم الأخيرة بإعادة تعليبها وتصديرها على أنها منتجات "إسرائيلية".
الكيان الصهيوني
وجواتيمالا من أولى الدول التي بادرت بالاعتراف بدولة الاحتلال عام 1948، وكتبت المتحدثة السابقة باسم الكنيست مارينا سموليانوف، التي تعيش حاليا في جواتيمالا، كيف أن "الصداقة بين جواتيمالا وإسرائيل" ساهمت في تنمية إسرائيل.
وتقول في مقال كتبته بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن "العديد من سكان جواتيمالا يشيدون بإسرائيل"، حيث توجد ما وصفتها "ببصمات إسرائيلية في كل مكان في جواتيمالا، تساعد السكان المحليين في العيش برخاء".