رئيس التحرير
عصام كامل

خطة أردوغان والبشير لإقامة قاعدة تهدد مصر والسعودية..تركيا توقع اتفاقية عسكرية مع السودان دون إعلان التفاصيل..تعيد تأهيل جزيرة سواكن لإثارة قلق أكبر بلدين عربيين

أردوغان والبشير
أردوغان والبشير

تفاجأت الدول العربية والعالم أجمع اليوم بطلب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من نظيره السودانى عمر البشير أن تتولى أنقره إعادة تأهيل جزيرة سواكن وإدارتها، لفترة لم يتم تحديدها.


وبحسب ما تم إعلانه وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية أن أردوغان قال أمام ملتقى اقتصادي جمع رجال أعمال سودانيين وأتراكا خلال زيارته للسودان :"طلبنا تخصيص جزيرة سواكن لوقت معين، لنعيد إنشاءها وإعادتها إلى أصلها القديم، والرئيس البشير قال: نعم"، مضيفا أن "هناك ملحقا لن أتحدث عنه الآن".

قاعدة عسكرية
وكان أردوغان قد زار رفقة نظيره السوداني عمر البشير جزيرة سواكن على البحر الأحمر، حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" مشروعا لترميم الآثار العثمانية، وتفقد الزعيمان خلال هذه الجولة، مبنى الجمارك ومسجدي الحنفي والشافعي التاريخيين.

ويوجد في جزيرة سواكن، ميناء هو الأقدم في السودان، ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع إلى ميناء جدة في السعودية، وهذا الميناء يأتي في المرتبة الثانية بعد بورسودان، ويقع إلى الشمال منه بمسافة 60 كيلو متر.

 وكانت جزيرة سواكن تحظى بمكانة هامة في عهد الدولة العثمانية، إذ كانت مركزا لبحريتها في البحر الأحمر «قاعده عسكرية»، وضم ميناؤها مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 – 1885.

وأعلن أردوغان في هذا الشأن أن "الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة سيأتون إلى سواكن، ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة"، مشيرا في الوقت ذاته إلى توقيع اتفاقية للصناعات العسكرية من دون أن يقدم تفاصيل بشأنها.

ووقع رجال أعمال من البلدين تسع اتفاقيات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية، من بينها مسالخ لتصدير اللحوم ومصانع للحديد والصلب ومستحضرات التجميل، إضافة إلى بناء مطار في الخرطوم.

أمجاد عثمانية
من جانب آخر، أفاد موقع "سودان تربيون" الإخباري بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اختار "أن تكون جولته الوحيدة خارج الخرطوم خلال زيارته للسودان في سواكن على ساحل البحر الأحمر في محاولة لإعادة أمجاد الدولة العثمانية حيث تعمل تركيا على ترميم آثارها في المدينة العريقة".

وأشار المصدر إلى أن أردوغان وحرمه أنهيا أمس "زيارة خاطفة للمدينة الساحلية بشرق السودان والتي تبعد عن العاصمة الخرطوم 642 كلم، حيث استقبله هناك الرئيس السوداني عمر البشير وحرمه".

وأفاد أيضا بأنه تم تشكيل "لجنة بتوجيه من البشير برئاسة قاضي محكمة عليا بولاية البحر الأحمر أبو الفتح محمد عثمان لمناقشة أمر جزيرة سواكن مع الورثة وأصحاب المنازل وقطع الأرض ليتم شراؤها منهم بواسطة الحكومة الاتحادية".

طريق ممهد
ولفت إلى أن سواكن شُيدت فوق جزيرة مسطحة الأرض بيضاوية الشكل طولها نحو 750 مترا وعرضها أقل من 500 متر داخل شرم ضيق يفتح على البحر، ومتصل بالبر بطريق ممهد، وتضم منطقة أثرية تاريخية، تحولت منازلها إلى أطلال". كما نوه بأن سواكن كانت في السابق "ميناء السودان الرئيسي قبل أن ينقل الاستعمار البريطاني في العام 1910 الميناء إلى بورت سودان ليتم هجر سواكن، التي تم إحياؤها مجددا بإنشاء ميناء لتصدير النفط".

ونقل الموقع الإخباري السوداني عن "معتمد محلية سواكن خالد سعدان" قوله في هذا الشأن إن "إعادة تشييد جزيرة سواكن التاريخية فرصة كبيرة لإنعاش القطاع السياحي والاستثماري في الولاية"، مشيرا إلى أن مساحة الجزيرة "تقارب 5 كلم في 4 كلم وتضم أكثر من 370 قطعة أرض سكنية وحكومية".

اجتماع أعداء مصر
وعلى الأراضى السودانية اجتمع ثنائى الشر والعدو اللدود لمصر كما أكدت وسائل إعلام تركية، أن رؤساء أركان الجيش التركي والسوداني والقطري، عقدوا اجتماعا ثلاثيا في الخرطوم، على هامش زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان استمرت يومين.

وأفادت رئاسة أركان الجيش التركي، في بيان: أن "رئيس الأركان خلوصي أكار اجتمع، مع نظيريه السوداني عماد الدين مصطفى عدوي والقطري غانم بن شاهين الغانم"، مما يؤكد الخطة الخبيثة التي يتم تجهيزها لمصر والسعودية اللذين يقودان حملة تأديب قطر والإخوان.

أهداف خبيثة
وبحسب البيانات المتاحة بشأن موقع الجزيرة الميناء فإنها تقع بالقرب من الحدود المصرية والسودانية والسعودية، وإستغل الرئيس التركى حالة الفتور في العلاقات المصرية السودانية بسبب ملف سد النهضة والعبث في ملفات تالفة ونشر أكاذيب بأن حلايب وشلاتين تقع تحت السيادة السودانية وهو ما يعد مخالف للحقيقة نظرًا لكونها أراضى مصرية 100% وتقع تحت السيادة المصرية.

وفى محاولة من الرئيس السودانى عمر البشير ونظيره التركى أردوغان الداعمين لجماعة الإخوان الإرهابية وجعلوا بلدانهم ملاذًا أمنا لهم والهروب من الأحكام القضائية التي تلاحقهم استعاد البشير بالعدو اللدود بمصر لإعادة إنشاء القاعدة العسكرية التي كانت في عهد العثمانيين في هذا المكان في محاول لمضايقة مصر والمملكة العربية السعودية اللتان تسعيان لإحباط أي محاولة لخروج الإخوان مرة أخرى من جحورهم بعدما سعوا في الأرض فسادًا خلال حكمهم لمصر وتسببوا بعد الإطاحة بهم في قتل الأبرياء من القوات المسلحة والشرطة والمندنيين وخربوا منشأت الدلة المصرية ويتعاونون من الحوثيين ضد المملكة السعودية.

خرافات الجزيرة
تختلف الروايات حول تسمية الجزيرة، يرجع البعض اسمها إلى "سكن" وتعني مكان الإقامة أو السكنى، فيما يرد أخرون لفظة سواكن إلى اللغة المصرية، وأنها تحرفت من "شواخن" إلى"شواكن" ثم "سواكن"، لأن لغات البجا السودانية تخلو من "حرف الخاء".

ويقول البعض إن المفردة مشتقة من "سجون"، لأنها كانت سجنًا للخارجين عن القانون من "الإنس والجن"، في عهد النبي سليمان وبلقيس ملكة سبأ.

وتحيط بها هالة "سحرية" على الدوام، صدقها الخيال الشعبي، فأطلق "سوا - جن"، أي شيدها الجن، فمبانيها الضخمة لا يستطيع بنائها إلاّ "الجن".

ويؤكد وجود القطط الضخمة الأساطير والمرويات الشعبية، حيث يتداول السكان أن "قطط سواكن" تناجي بعضها ليلًا، وتحادث الناس، وتضئ بعيونها الضخمة عتمة الليل، وهي تصطاد الأسماك.

فوائد الأسطورة
للأسطورة فوائدها، فهي تلهب وتثير خيال السياح والزوار، وتنثر أجواء من الرهبة والغموض، استغلها العقل الشعبي لـ"حماية أسطورته مصدر رزقه".

و"سواكن" منطقة موغلة في القدم، شهدت عصور البطالسة واليونانيين والمصريين، والعثمانيين، حيث عبروها إلى "بلاد بنط" أو الصومال الحالية.

وذكرت كتابات المؤرخ الهمداني في القرن العاشر، أن هناك "بلدة قديمة" صغيرة "سواكن" إزدهرت بعد التخلي عن ميناء "باضع"، مصوع الحالية في دولة إرتريا.

استولى عليها الملك المملوكي الظاهر بيبرس عام 1264م، ولم يبق فيها طويلًا، لكن رجاله عادوا واعتمدوها ميناء بعد أن دمروا ميناء "عيذاب" إلى الجنوب.

أرض الخلافة
واختارها السلطان العثماني سليم الأول في 1517، مقرًا لحاكم "مديرية الحبشة العثمانية"، التي تشمل مدن "حرقيقو ومصوع" في إريتريا الحالية.

ولاحقًا ضمها لولاية الحجاز العثمانية تحت إدارة "والي جدة"، ثم رفضت الدولة العثمانية ضمها إلى مصر في عهد محمد على باشا، بل أجرتها له مقابل مبلغ سنوي، ثم تنازلت له عنها مقابل جزية سنوية في 1865.

لاذت بها جيوش "لورد كتشنر" البريطانية، بمواجهة هجمات جيوش القائد المهدوي "عثمان دقنة"، إبان عهد الحكم الثنائي الانكليزي المصري للسودان.

معلومات مهمة
بعد هزيمة الثورة المهدية، واسترداد البريطانيين للسودان سنة 1899، أنشأوا ميناء بديل في بورتسودان، وزعموا أنها مينائها غير ملائم للسفن الكبيرة.

مبانيها مشيدة على طابقين أو ثلاثة، ومبنية بالحجر المرجاني، المطلي بالأبيض، وبشرفات ونوافذ كبيرة، بطراز معماري يشتبك فيه التركي، بالمملوكي، ثم بالبريطاني.

زارها رحالة كثر، من بينهم "ابن بطوطة"، "صمويل بيكر" وغيرهما، كما زارها قادة وزعماء، من بينهم خديو مصر عباس حلمي، واللورد اللنبي المندوب السامي البريطاني في مصر.

كان مقررًا منذ أعوام، ترميم المدينة التاريخية بتمويل تركي، لكن التمويل تأخر إلى أن قدح زناده زيارة الرئيس رجب أردوغان، أمس الإثنين.

ترميم الجزيرة
الرئيس أردوغان تعهد بإعادة بناء "الجزيرة التاريخية"، وعلى الفور وجه الرئيس البشير، بتكوين لجنة لمناقشة وضع الجزيرة مع أصحاب المنازل، وشراء الأرض منها وتعويضهم من قبل الحكومة الاتحادية.

وأيدت السلطات المحلية قرار "ترميم جزيرة سواكن"، وقال معتمد سواكن، خالد سعدان، في تصريحات أثناء الزيارة، إن "إعادة بناء المدينة التاريخية ينشط السياحة والاستثمارات".

وحمل سعدان المسئولية عن دمار سواكن للإستعمار البريطاني، الذي هدم معالمها لإخفاء هويتها الإسلامية، بقوله: "سواكن كانت جزيرة إسلامية، أهملت ودمرت من المستعمر، للقضاء على معالمها الإسلامية".

حماية المدينة
وتبلغ مساحة "جزيرة سواكن" 20 كيلومترا، وفيها أكثر من 370 قطعة أرض سكنية وحكومية، ستقوم الحكومة التركية بإعادة ترميمها، وجعلها منطقة سياحية.

وقال عمدة "سواكن والارتيقا" محمود الأمين: "سواكن كانت عاصمة الديار الإسلامية، على ساحل البحر الأحمر وشرق أفريقيا".

ونقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سونا"، الإثنين، أن الأسطول التركي المرابط على طول ساحل البحر الأحمر، وقت الدولة العثمانية، كان هدفه الأساسي حماية هذه المدينة الإسلامية، من الإعتداءات، بتنسيق بين الباب العالي وأمير قبيلة "الأرتيقا" التي سكنتها.

وأضاف: "شهدت الجزيرة أيام الحماية التركية، استقرارًا تنمويًا وتجاريًا واقتصاديًا".

تنمية السياحة
وقال والي البحر الأحمر على أحمد حامد، لضيفيه أردوغان والبشير: "سواكن ظلت فترة طويلة أرضًا للخلافة الإسلامية العثمانية".

ووقع وزير السياحة والآثار السوداني محمد أبوزيد مصطفى، مع نظيره التركي، اتفاقيات لتنمية السياحة، والآثار من ضمنها ترميم "الآثار العثمانية بسواكن".
الجريدة الرسمية