رئيس التحرير
عصام كامل

الكيان الصهيوني يستعد لحرب السايبر ويعتبرها أخطر من إيران وداعش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتادت دولة الاحتلال على استخدام فزاعة إيران وداعش لأسباب كثيرة منها صرف انتباه العالم العربي عن جرائمها بحق فلسطين، أو لأغراض سياسية داخلية والتغطية على سوءات اقتصادية واجتماعية، لكن ما كشفه رئيس الموساد سابقا، تمير فريدو، يكشف أن الخطر الحقيقي ليس في إيران وداعش إنما في "حرب السايبر".


والسايبر هي كلمة درج استخدامها لوصف الفضاء الذي يضم شبكات الكمبيوتر، ومنظومات الاتصال والمعلومات وأنظمة التحكم عن بعد، وتختلف استخدامات وأشكال السايبر من دولة إلى أخرى تبعًا لأولويات هذه الدول، فمنها الأمني والسياسي والاستخباراتي والمدني والمهني والمعلوماتي البحت، ويتشكل كيان السايبر في كل الدول وفي المجمل بوجود ثلاث مركبات أساسية تضم الأجهزة، والبرمجيات الرقمية، والعامل البشري من مبرمجين ومستخدمين.

تطوير القدرات
ويصب الاحتلال الإسرائيلي جهده لتطوير وتحسين قدراته في مجال السايبر، مع اعتبار مسئولين عسكريين فيه أن السايبر سيكون المجال الأهم للمواجهات العسكرية المستقبلية، في ظل التغير الدائم لطبيعة التهديدات في الفضاء الإلكتروني.

ضم خبراء موهوبين
ويؤكد جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" أنه "في عالم الهاكرز لا يوجد أمر أكثر إهانة من كشف أسمائهم. ويعمل الشاباك بحرص على ضم الخبراء النوعيين والموهوبين، رغم المنافسة الصعبة مع القطاع الخاص من أجل الكشف عن الهاكرز.

توفير رواتب جيدة
ويضيف الشاباك: "لدينا تجنيد بنسبة 100% لأننا نوفر أجواء عمل متقدم ورواتب جيدة واستقرار، وبشكل خاص شيء يعتبر حلمًا بالنسبة للشباب أن يكونوا رجال سايبر على الشبكة، بشكل مرخص، والقيام بأكثر العمليات ذكاء، التي يصعب حتى تخيلها.



25% من القوى العاملة
وتعتبر نسبة رجال السايبر في الشاباك تصل إلى 25% من القوى العاملة اليوم، مقارنة بنسبة 4% فقط قبل 15 سنة، ومع ازدياد قوة العمل في الوحدة، تم تخفيض متوسط أعمار العاملين فيه إلى 34 عامًا.

تأمين الفضاء الرقمي
وفي دولة الاحتلال تتقاسم عدة جهات صهيونية مسئولية فضاء السايبر، وتتولى وحدات الحوسبة العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تأمين الفضاء الرقمي للجيش، وسيتم توحيد هذه الوحدات قريبًا ضمن "وحدة مركزية للسايبر" تحت الإمرة المباشرة لهيئة الأركان، أما في المرافق المدنية والحيوية (كمنشآت المياه والطاقة)، فتتولاها وحدة "حماية المعلومات" في جهاز المخابرات العامة، في حين يتولى مكتب السايبر التابع لمكتب رئيس الحكومة مسئولية تأمين الأفراد والمجتمع من أخطار السايبر عامةً.

أضرار هائلة
وفي لقاء علني، للمرة الأولى أمس منذ أن استقال رئيس الموساد سابقا، تمير فريدو، يتحدث عن التهديد الأكبر لأمن إسرائيل قائلًا إن السايبر قد يؤدي إلى ضرر لا يمكن أن تحدثه أية طائرات حربية في العالم.

وأضاف: "ما زالت تهديدات السايبر غير واضحة تماما لدى الحكومات والجهات التجارية والصناعية، لكن يجري الحديث عن سلاح جديد قد يؤدي إلى أضرار هائلة".

سلاح رخيص وناج
وتابع: "لا تشكل تهديدات السايبر تهديدات أمنية فحسب، بل هي تهديدات لسلاح رخيص وناجع، وتشكل جريمة منظمة وتجسسا صناعيا، ويمكنها أن تسقط أسواقا وتدمر الصناعات، دار الحديث في الماضي عن بنى تحتية مهمة فقط، لكن اليوم أصبحت كل البنى التحتية مهمة ومتصلة معا وكذلك فإن البنى التحتية غير المهمة متصلة بتلك المهمة: صناعة الأغذية، المستشفيات، المصانع، البنوك، وغيرها، قد يكون الضرر غير قابل للإصلاح كليا".

موارد كبيرة جدًا
وقال فريدو فيما يتعلق بقدرات إسرائيل في مجال السايبر، إن لديها موارد كبيرة جدًا وقوة هائلة في المجال، لكن قد تدرب الدول النامية محاربي السايبر بسهولة وسرعة.

وأضاف، أن تنظيم حزب الله يعرف قدرات سلاح السايبر: "تتعامل كل الجهات مع السايبر بما في ذلك حزب الله. تكمن المشكلة أنه عندما تتعرض جهة معينة لهجمات السايبر فقد تحتاج إلى سنة حتى تعرف من هاجمها".
الجريدة الرسمية