«مسن» بأسيوط يروي تفاصيل كتابته مصحف كاملا بخط يده في 30 شهرا (صور)
لم يقتصر عشق وحب الحاج محمد عبد المقصود لكتاب الله "القرآن الكريم" على حفظه عن ظهر قلب أو اعتياد قراءته بشكل يومى وملامسته إياه وإنما فاق ذلك برغبته العارمة في أن يخط حروفه بيده ذلك المجهود الذي ابتغى به وجه الله فاستغرق في كتابته عامين ونصف العام.
التقطت "فيتو"، الحاج محمد عبد المقصود محمد من مركز منفلوط "62 عاما"، ليحدثنا عن سر إصراره على كتابة القرآن الكريم.
وقال: "كنت أعمل صرافا في المجلس المحلي بمركز ومدينة منفلوط وبعد خروجي على المعاش، تذكرت أيام الكتاتيب عندما كنت أحفظ القرآن على يد سيدنا ثم أكتبه في اللوح مثل كتابة المصحف العثماني طبق الأصل ومن يخطئ يضرب بالعصا لذلك حفظناه عن ظهر قلب كتابة وتشكيلا، فأردت أن أرجع تلك الذكريات واشتقت إلى كتابة المصحف بخط يدي"، مشيرا إلى أنه بدأ في كتابة القرآن الكريم في شهر مارس من عام 2015 وانتهى منه بعد عامين.
وأشار "عبد المقصود" إلى أنه كان يبدأ في كتابته كل يوم بعد صلاة العشاء ولمدة ساعة فيكتب صفحة أو صفحة ونصف وبمجرد أن يشعر بتغير خطه أو إرهاقه يتوقف ويبدأ من جديد في اليوم التالي، موضحا أنه استخدم خامات بسيطة وهى عبارة عن دستة أقلام فرنساوى زرقاء لكتابة الآيات لكونها لا تتغير ومتوفرة واستخدم مسطرة "مشرشرة" لتصميم الهوامش بقلم أخضر اللون ووضع أرقام الآيات باللون الأسود في مجلد ورق ونقل التشكيل من المصحف العثماني.
وأضاف كاتب المصحف، أنه بمجرد انتهائه من كتابته عرضه على مشايخ الأزهر وتم مراجعته ولم تظهر فيه أي أخطاء حتى بات المصحف في 4 مجلدات تطابق تماما المصحف العثماني في الصفحات وجاهز للقراءة بعد أقل من عامين وكانت تكلفة الخامات بسيطة للغاية لم تتخطَ 100 جنيه لأوراق المجلد و5 جنيهات للأقلام لكن الروحانية التي شعر بها أثناء الكتابة لا تقدر بثمن.
وشكر عبد المقصود أفراد أسرته لمساعدته وتهيئ الجو المناسب لكتابة المصحف، لافتا إلى أن زوجته "ربة المنزل" كانت تعد مكان الكتابة ويرافقه في الإملاء والمراجعة نجله محمد خريج شريعة وقانون ويعمل محاميا بالاستئناف، وحافظا للقرآن الكريم، حتى أحفاده الـ6 كانوا يجلسون حوله أثناء الكتابة لمراجعة ما حفظوا من كتاب الله إضافة إلى مساعدته نجله مؤمن خريج كلية الألسن.
وقال مؤمن عبد المقصور: إنه دائما يفخر بوالده لقيامه بأعمال تستدعى الفخر من أبنائه خاصة في طريقة التربية الحسنة وحرصه الدائم على تحفيظهم القرآن وإقامة الصلاة ومساعدته الأهالي في حل مشكلاتهم وإمامته للمصلين في جميع أوقات صلاة الجماعة.
وتابع: "كتابة القرآن بخط يد والدي آخر تلك الإنجازات لأنها شكلت مجهودا بدنيا صعبا على والدي ولكنه تحمل وبالفعل أكمل كتابة الـ30 جزءا بالكامل وبالتشكيل والعلامات".
وأوضح أن والده عندما بدأ في تنفيذ فكرته وجد بعض الأقارب والأصحاب يؤكدون صعوبة كتابة المصحف كاملا بالتشكيل ولكنه تمسك حتى انتهى منه دون كلل أو ملل وأخرجه بخط واضح وجميل.
وأشار "مؤمن" إلى أن والده دائما يحفزهم على قراءة القرآن من مصحفه بخط يده يوميا، وموصيا أن نظل نقرأ فيه حتى يكون صدقة وثوابا له في الآخرة.