أسامة شمس.. يكتب: الإنسانية في الإسلام
حقوق الإنسان من القضايا التي شغلت وسوف تشغل أذهان المفكرين والفلاسفة؛ لأنها من أهم الواجبات التي تتطلع إليها البشرية، وهي أم القضايا لما وقع من جرائم يندى لها الجبين ضد الإنسانية في هوريشيما وصبرا وشاتيلا والبوسنة والهرسك والشيشان، وما يجري في فلسطين والعراق وأفغانستان أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومؤسساته الزائفة من مجلس الأمن وهيئة الأمم والجمعية العمومية، التي لم تحرك ساكنًا؛ لأن الضحية عربى ومسلم في أغلب الأحيان.
إن الإسلام الذي يتهم اليوم بالإرهاب جاء ليؤكد على صون وحماية الإنسان وكرامته على أساس من الحرية والعدالة في قضية الأسرى، نجد أن الإسلام أخضع معاملة الأسرى لنظام محكم وقواعد وتشريع، فأخرج الأطفال والشيوخ والنساء والرهبان والفلاحين وحرم أسرهم، وينطلق إلى منظومة أخلاقية أخرى، في قول الله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون} صدق الله العظيم.
هذه منظومة إنسانية ودينية وأخلاقية متكاملة الأركان فالنظرة الدونية للمسلمين والتعامل معهم على أنهم أتباع لا نظراء من الغرب، تعد شكلًا من أشكال الانتهاك.
لذلك ما يشهده العالم من توترات وأزمات وصراعات بأشكال مختلفة دليل واضح على ما يسمى بالنظام العالمي الجديد ووضع العالم كله فوق صفيح ساخن ويتخذ من أرض العرب معقلًا له.